في وقتٍ يشهد فيه العالم تداخلاً حضارياً متسارعاً، تعلو في إسبانيا أصوات مثقفين ومؤرخين وأكاديميين تطالب بإعادة الاعتبار للغة والثقافة المغربية، لا باعتبارها مجرد لغة أجنبية، بل كجزء أصيل من التراث التاريخي والثقافي الإسباني، الذي تم تجاهله أو تغييبه عمدًا.
يرى هؤلاء المفكرون أن اللغة والثقافة المغربية ليست فقط أداة للتواصل، بل نافذة لفهم الآخر والانفتاح عليه. ويؤكدون أن تعزيز تدريس اللغة والثقافة المغربية في إسبانيا لم يعد ترفًا أكاديميًا، بل ضرورة ثقافية وحضارية تفرضها الجغرافيا والتاريخ المشترك، خصوصاً في ظل العلاقات المتشابكة بين المغرب وإسبانيا، حيث يشكّل التفاهم اللغوي قاعدة لأي تعاون ثقافي أو سياسي أو اقتصادي.
المؤرخ الأيرلندي-الإسباني الشهير، إيان غيبسون، وصف غياب اللغة المغربية عن النظام التعليمي الإسباني بـ”الخسارة الكبرى”، مؤكداً أن الدارجة والأمازيغية المغربية تُعدان ثاني أكبر مصدر للمفردات في اللغة الإسبانية.
وقال: “من المؤسف أننا لا نُدرّس أساسيات المغربية في مدارسنا، رغم أنها جزء من طبقات إسبانيا التاريخية، والمغربية واحدة منها.”
ووجه غيبسون نقداً غير مباشر للتيارات اليمينية التي تسعى لطمس هذا العمق الحضاري، مشدداً على أن الإنكار المتكرر للمكوّن العربي الإسلامي في الهوية الإسبانية يُعد تجاهلاً متعمداً لتاريخ امتد لأكثر من سبعة قرون.
27/07/2025