اعتبر خبراء اقتصاديون أن مشروع إحداث وحدة صناعية لتكرير هيدروكسيد الليثيوم بالمغرب، بشراكة بين العملاق الكوري الجنوبي “LG Energy Solution” والمجموعة الصينية “Yahua Group”، يمثل نقلة نوعية في استراتيجية المملكة لتنويع شركائها في قطاع صناعة السيارات الكهربائية، ويدفع بموقعها نحو صدارة الأسواق الناشئة في هذا المجال الحيوي. ويأتي المشروع الذي تبلغ قيمته 5.5 مليارات درهم ضمن مخرجات الدورة الثامنة للجنة الوطنية للاستثمارات، والتي تباحث خلالها الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار مع ممثلي الشركتين حول سبل التنفيذ، على أن يوفّر أزيد من 430 منصب شغل مباشر.
وفي قراءة للبعد الاستراتيجي للمشروع، أشار رشيد ساري، رئيس المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة، إلى أن هذه الخطوة تأتي امتداداً لاستثمارات كبرى سابقة كمشروع “كوبكو” بالشراكة بين مجموعة “المدى” المغربية و”CNGR” الصينية، ما يكرّس رغبة المغرب في ترسيخ حضوره في سلاسل القيمة العالمية المرتبطة بإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، لا سيما مع تزايد الطلب العالمي وتراجع الاعتماد على المحروقات التقليدية. وأبرز ساري أن هذا التوجه يعكس أيضاً ثمرة جهود المغرب في البحث العلمي، خاصة بعد نجاح المختبرات الوطنية في تطوير بطاريات مستخلصة من الفوسفور.
من جانبه، شدد خالد حمص، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس، على أن هذا الاستثمار يعزز تموقع المملكة بصفتها وجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية المرتبطة بصناعة التنقل المستدام، بفضل توفرها على موارد معدنية هامة وموقع جغرافي استراتيجي. ولفت إلى أن المغرب، باعتباره الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا المرتبطة باتفاقيات تبادل حر مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يُعد بوابة عبور مثالية للشركات الكورية والصينية الراغبة في النفاذ إلى هذه الأسواق، في ظل التوترات التجارية العالمية الراهنة.
27/07/2025