في مشهد يهين الكرامة الوطنية، يتعرّض أفراد من الجالية المغربية، الوافدين راجلين إلى معبر باب مليلية المحتلة، لمعاملة لا تليق لا بمواطن ولا بإنسان، في تناقض صارخ مع التوجيهات الملكية السامية التي تشدّد على حسن استقبال مغاربة العالم في إطار عملية “مرحبا 2025”.
ففي الوقت الذي تمرّ فيه المركبات بسلاسة عبر ممرّات مخصّصة ومؤطّرة بشكل جيّد، يُجبر الراجلون – القادمون من الميناء البحري والمطار في مليلية – على خوض تجربة عبور مهينة، وسط اختلاط عشوائي مع العاملات المنزليات والمقيمين بالثغر المحتل، دون أي تمييز تنظيمي أو تخصيص ممرّات تحفظ كرامتهم.
أي منطق هذا؟ وأي دولة تحترم مواطنيها ترضى بأن تُجبر جاليتها على الزحف تحت الشمس، مثقلين بأمتعتهم وأوجاع الغربة؟!
الجالية المغربية التي تقطع آلاف الكيلومترات وتضخ الملايين في شرايين الاقتصاد الوطني، لا تطلب أكثر من معبر منظّم يحفظ إنسانيتها. لا طوابير فوضوية، لا إذلال ممنهج، ولا تمييز بين سائق وراجل.
المؤسف – والمقلق – أن هذه المعاناة لا تقتصر على الجانب المحتل فقط، بل تتفاقم بصمت غير مبرّر من عناصر الأمن الوطني المرابطة في الجانب المغربي من المعبر.
أين التنسيق؟ أين الالتزام بالتعليمات الملكية؟ أين هو المفهوم الجديد للسلطة الذي دعا إليه جلالة الملك؟
النداء اليوم لم يعد يحتمل التأجيل. مغاربة العالم يرفعون صوتهم من باب مليلية، من قلب المعاناة: افتحوا الأبواب! أنصفوا الجالية! نفّذوا التعليمات الملكية، أو تنحّوا عن المسؤولية!
27/07/2025