kawalisrif@hotmail.com

“الخبز المهدر”… نزيف صامت يكلف المغاربة اقتصاداً وأخلاقاً

“الخبز المهدر”… نزيف صامت يكلف المغاربة اقتصاداً وأخلاقاً

تحوّل مشهد رمي كميات ضخمة من الخبز اليابس إلى ظاهرة مألوفة في المدن والقرى المغربية، حيث تتناثر الأرغفة المهملة بجوار صناديق القمامة وعلى الأرصفة، في تناقض فجّ بين رمزية هذه المادة في الوعي الجمعي للمغاربة، وواقع الاستهلاك المفرط وغير المسؤول. فالخبز، الذي ظلّ لسنوات رمزاً للكفاف والصمود، بات يُهدر بشكل يومي، رغم أنه ناتج عن جهود فلاحي الوطن ومصنوع من قمح مستورد بعملة صعبة، مدعوم من الدولة.

في خضم هذا التبذير، دق مهنيو قطاع المخابز ناقوس الخطر، محذرين من الكلفة الاقتصادية والاجتماعية للظاهرة، ومحمّلين جزءاً كبيراً من المسؤولية للمستهلكين الذين يشترون كميات تفوق حاجاتهم اليومية، وللمخابز العشوائية التي تنتج دون تخطيط أو تقنين. ودعوا إلى اعتماد سياسات واضحة لإعادة تدوير الخبز المهدر وتحويله إلى أعلاف أو منتجات غذائية بديلة وفق معايير صحية، مع ضرورة تدخل الدولة لدعم هذه المبادرات.

الحسين الزاز، الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية للمخابز والحلويات، كشف في تصريح لهسبريس أن الخبز في المغرب يُستهان بقيمته بسبب ثمنه الزهيد مقارنة بدول أوروبية، حيث ترتبط ندرة الخبز بثمنه المرتفع، ما يفرض تلقائياً ثقافة ترشيد الاستهلاك. وأكد الزاز أن الظاهرة تفاقمت بسبب غياب وعي استهلاكي، ووجود وحدات إنتاج غير مهيكلة تفتقد لأي آليات لمراقبة الكميات المنتجة، مشيراً إلى ضرورة توعية المستهلك المغربي، ووضع حلول عملية ترتكز على الاستدامة وحماية المال العام والمنتج الوطني.

28/07/2025

Related Posts