kawalisrif@hotmail.com

بعد فشل الجزائر عبر أسطوانة “جمهورية الخيام” … تحاول تسلّق أسوار مليلية عبر شرذمة من المرتزقة المغاربة

بعد فشل الجزائر عبر أسطوانة “جمهورية الخيام” … تحاول تسلّق أسوار مليلية عبر شرذمة من المرتزقة المغاربة

من مليلية المحتلة، تهلل صحافة الاحتلال الإسباني لتصريحات انفصالية غريبة ، صادرة عن كيان هلامي لا يمثل إلا نفسه. في المقابل، جاء الرد من قلب المدينة، من مغاربة مليلية أنفسهم، الذين أكدوا في موقف جماعي أن هذه الخرجة الانفصالية لا تعبّر سوى عن “فئة مأجورة لفظها المجتمع المحلي، ولا تجد لنفسها مكانًا في نسيج المدينة المغربي والمتماسك”.

بعيدًا عن السطح الإعلامي، يرى محللون أن هذه التحركات الانفصالية المتناثرة – التي تصدر من كيانات إسترزاقية غير معترف بها – ليست مجرد تصرفات فردية، بل تُدرَج ضمن استراتيجية أوسع لتفكيك المنظومات الوطنية في منطقة شمال إفريقيا، في لحظة إقليمية شديدة التعقيد. إذ يتزامن هذا “الاعتراف الانفصالي” المزعوم بالسيادة الإسبانية على مليلية المحتلة، مع تحركات جزائرية وإسبانية متقاطعة، تحاول الضغط على المغرب في ملف الصحراء، وتوظف ورقة الريف كمصدر للتشويش السياسي.

التحرك الإعلامي الذي تقوده جهات انفصالية في هذه المرحلة لا يمكن فصله عن السياق الجيوسياسي العام : المغرب يعزز موقعه الاستراتيجي على مشارف مضيق جبل طارق، من خلال تحالفاته الجديدة مع قوى دولية كبرى، وتحقيق اختراقات دبلوماسية في ملف الصحراء، بينما تُصاب أطراف أخرى في المنطقة بنوع من “الانكشاف الإقليمي”، فتحاول الردّ بأدوات تشويش غبية من بينها تأجيج الهويات الفرعية والهامشية.

صحيفة “إلفارو دي مليلية” التي نُشر فيها التصريح، لطالما لعبت دور “الناطق غير الرسمي” باسم السلطات الاستعمارية في المدينة، وهي اليوم تفتح صفحاتها أمام هذا النوع من التصريحات المنفلتة، التي يبدو أنها لا تُحرّر فقط من دوافع عنصرية معادية للمغاربة، بل تُستعمل أيضًا كأداة لاختبار ردود الفعل داخل المغرب، في إطار ما يسمى بـ”الحرب الهجينة” التي تشمل الإعلام، والهويات، والتحركات المدنية الهشة.

إن تكاثر هذه الكيانات الافتراضية التي تُعلن “فك الارتباط” عن المغرب، دون أن يكون لها أي امتداد شعبي أو شرعي، يعكس دينامية جديدة في الصراع الجيوسياسي على النفوذ، حيث لم يعد الخصوم بحاجة إلى جيوش ودبابات، بل إلى ميكروفونات ومباشرات فيسبوكية، وخطابات فارغة تستهدف رموز السيادة الوطنية.

في خضم هذا التصعيد الإعلامي، يستعد المجتمع المدني المغربي بمليلية لإصدار بيان مشترك يُجدد فيه تمسكه بالثوابت الوطنية، ورفضه المطلق للخرجات المشبوهة لما يُسمى بـ”الحزب الوطني الريفي”، الذي وصفته الفعاليات المحلية بأنه “مجرد فقاعة إعلامية انفصالية، تحاول استغلال الهامش لتشويه صورة المغاربة القاطنين بالثغر المحتل، والطعن في انتمائهم الراسخ للوطن الأم ووفائهم للعرش العلوي المجيد”.

وتؤكد فعاليات المدينة أن هذا التحرّك الانفصالي ليس سوى جزء من مشروع تشويش جيوسياسي مُدار من خارج مليلية، هدفه الضغط على المغرب عبر البوابة الهوياتية، وإثارة البلبلة في محيطه الحدودي، داعية السلطات المختصة إلى التحرك بصرامة لقطع الطريق أمام كل من يحاول النيل من السيادة الوطنية تحت غطاء “حرية التعبير أو الحق في التنظيم”.

بعد فشلها الذريع في إخراج فيلمها الرديء “جمهورية الخيام الوهمية”، تعود الجارة الشرقية – مدججة بأموال سوناطراك – لمحاولة تسلق أسلاك مليلية المغربية، متوهّمة أن الحدود يمكن اختراقها بالميكروفونات والمرتزقة. لكنها تغفل أن مليلية ليست ملساء، بل محاطة بأشواك مغربية وريفية دافعت عنها على مدى قرون، ولن تتهاون في التصدي لأي جعجعة بلا طحين.

فما لم تحققه عصابات تندوف عبر الصحارى، لن تناله ميليشيات الهوية المفبركة من خلف الحواسيب، لأن المغرب أكبر من أن يُستفَز، وأذكى من أن يُجرّ، وأقوى من أن يُخترق من خاصرته التاريخية: الريف.

“من مليلية إلى الرمال… مسرحيات الانفصال تتنقّل بفشلها”

28/07/2025

Related Posts