بوغديمونت يهاجم سانشيز من المنفى: “دعمنا ليس مجانياً وسندافع عن استقلال كتالونيا بشروطنا”

في أول ظهور علني له منذ غياب طويل، عاد كارليس بوغديمونت، زعيم حزب “معًا من أجل كتالونيا” (Junts) والرئيس السابق للجنراليتا، إلى الواجهة من منفاه الفرنسي، متوجهاً بكلمة نارية خلال تجمع رمزي في بلدة براتس دي موليو الحدودية. المناسبة كانت الذكرى الخامسة لتأسيس حزبه، وسط حضور ناهز 1500 من أنصاره، حيث حرص بوغديمونت على تأكيد أن حزبه لا يزال رقماً صعباً في المشهد السياسي الكتالوني، رافضاً أي محاولات لـ”دفنه سياسياً”، وفق تعبيره.

وفي خطابه، شدد بوغديمونت على أن دعم حزبه لأي مشروع أو تحالف سياسي يمر عبر بوابة مصالح كتالونيا، مشيراً إلى أن Junts لن يمنح صوته لأي طرف ما لم تُحترم صلاحيات الإقليم ويتم تحقيق تقدم ملموس نحو الاستقلال. وأكد أن حزبه لا يقبل أن يكون مجرد ديكور سياسي أو ورقة تفاوضية، بل يرفض بشدة ما وصفه بـ”المقايضات الانتهازية” التي تسود الحياة السياسية في مدريد وبرشلونة. ولم يفوّت الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة لمن سماهم بـ”مهندسي الفوضى”، ممن يقدمون وعوداً فارغة لحل قضايا معقدة كالإسكان والهجرة، بغرض حصد مكاسب انتخابية لا أكثر.

وعلى النقيض من هذه الطروحات، قدّم بوغديمونت حزبه كقوة هادئة تعمل على تحقيق مكاسب واقعية، مثل دفع اتفاقات الهجرة مع حكومة سانشيز، والسعي الحثيث لاعتراف الاتحاد الأوروبي باللغة الكتالونية. اللقاء شهد حضور عدد من الشخصيات البارزة في صفوف الحركة الانفصالية، بينهم من لا يزال فاراً من العدالة الإسبانية على خلفية أحداث 2017، بينما يواصل قانون العفو إثارة الجدل في مدريد وبرشلونة على حد سواء. وبين أحلام الاستقلال وواقع المنافي، يبقى بوغديمونت عنواناً لمرحلة لم تُغلق بعد في المشهد السياسي الإسباني.