غزة تئن : المجاعة تحصد أرواح الأطفال وسط تواطؤ دولي وصمت قاتل

في مشهد يختصر قسوة الحصار ومرارة التجاهل الدولي، تواصل المجاعة في قطاع غزة حصد الأرواح، إذ ارتفع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 135 شخصاً، بينهم 88 طفلاً، حسب معطيات صادمة صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي. أحدث الضحايا كان الرضيع محمد إبراهيم عدس، الذي لم يُكمل أسبوعه الأول وتوفي في مستشفى الشفاء نتيجة نقص حليب الأطفال، في دلالة مؤلمة على حجم المأساة الإنسانية التي تعصف بالقطاع المحاصر.

وفي تصريحات للجزيرة، أكد أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة، أن الوضع الإنساني دخل مرحلة “الانهيار الكارثي”، محذراً من أن استمرار الحصار و”الادعاءات الإعلامية الزائفة” بشأن إدخال المساعدات يعمّق الأزمة. وأوضح أن الحل الوحيد لإنقاذ السكان يتمثل في رفع الحصار وفتح المعابر فوراً. المكتب الإعلامي بدوره ندد بما وصفه بـ”مسرحية المساعدات والإنزال الجوي”، مؤكداً أن المساعدات التي تدخل قليلة وغير آمنة، وتُنهب في ظل تواطؤ الاحتلال.

في المقابل، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن واحداً من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، ما يهدد بانهيار المنظومة الصحية برمتها. أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، فقد دعا إلى وقف دائم لإطلاق النار، مشدداً على الحاجة إلى “تدفق ضخم للمساعدات” لتفادي انهيار أكبر. ودعت منظمات دولية، بينها “أوكسفام” والمرصد الأورومتوسطي، إلى الفتح الفوري لجميع المعابر، مؤكدين أن الإنزالات الجوية لا يمكن أن تعوّض شهوراً من التجويع المتعمّد.

منذ 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل حربها المفتوحة على قطاع غزة، حيث خلفت أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، فيما ما يزال مئات آلاف النازحين يعانون في ظروف معيشية قاسية. ومع استمرار الإغلاق الكامل للمعابر منذ مارس الماضي، تتعاظم معاناة سكان غزة، وسط صمت دولي بات شريكاً في الكارثة.