المغرب يفتح أبواب الإجازة في التربية أمام الطلبة الأجانب بدءاً من الموسم الجامعي المقبل

بعد مرور سبع سنوات على انطلاق مسار الإجازة في التربية بالمغرب، تستعد المدارس العليا للأساتذة والمؤسسات الجامعية ذات الصلة لاستقبال أول دفعة من الطلبة الأجانب، ابتداءً من الموسم الجامعي 2025-2026، بنسبة 5% من مجموع المقاعد المخصصة للسنة الأولى. هذه المبادرة، التي أعلن عنها وزير التعليم العالي عز الدين الميداوي، تأتي في سياق تعزيز التعاون الأكاديمي والانفتاح التربوي على دول الجنوب، لاسيما دول الساحل والصحراء، التي أبدت اهتماماً متزايداً بالاستفادة من النموذج المغربي في التكوين التربوي.

المذكرة الوزارية الصادرة في هذا الشأن وجهت إلى رؤساء الجامعات والمدارس العليا للتربية والتكوين، بالإضافة إلى كلية علوم التربية بالرباط والمدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني بالمحمدية. ونصت على تخصيص نسبة 5% من مقاعد السنة الأولى لفائدة الطلبة الأجانب غير المقيمين بالمغرب، مع إمكانية تعديل هذه النسبة لاحقاً. أما الطلبة الأجانب المقيمون بالمملكة، فسيخضعون لنفس شروط الترشح والتسجيل المطبقة على الطلبة المغاربة. وبلغ عدد المقاعد المفتوحة للتباري برسم السنة الجامعية المقبلة 20.404 مقاعد، منها 17.629 للسنة الأولى، و2.775 موزعة بين السنتين الثانية والثالثة.

ويُجمع خبراء تربويون على أن المغرب بات يمتلك بنية قوية ومتكاملة لتكوين الأطر التربوية، ما يؤهله لتصدير تجربته إلى الخارج. ويشير خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق في التعليم العالي، إلى أن الجامعات والمدارس العليا للتربية أصبحت تغطي مختلف جهات المملكة، مما يعزز قدرة المغرب على التكوين وتبادل التجارب. في السياق ذاته، يرى جمال شفيق، مفتش تربوي مركزي سابق، أن هذه الخطوة تكرّس الثقة في المنظومة الجامعية المغربية، خاصة في ظل الطلب المتزايد على التكوين التربوي في العديد من الدول الإفريقية والعربية. ومع ذلك، يدعو مختصون إلى إجراء تقييم علمي شامل لهذه التجربة الوطنية التي انطلقت سنة 2018، لضمان تطويرها وترسيخ جودتها قبل تعميمها دولياً.