أكد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن العناية الملكية السامية باللغة والثقافة الأمازيغيتين شكّلت رافعة حاسمة لترسيخهما كمكوّن جوهري في الهوية الوطنية المغربية. جاء ذلك خلال لقاء نظمه المعهد صباح الثلاثاء بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، حيث استعرض بوكوس أبرز المحطات الملكية في مسار دعم الأمازيغية، بدءًا من خطاب العرش لسنة 2001، مرورًا بخطاب أجدير، ووصولًا إلى ترسيمها في دستور 2011، إلى جانب إحداث مؤسسات وهيئات مثل المعهد الملكي والقناة الثامنة، واعتماد تيفيناغ كحرف رسمي.
وفي كلمته، أوضح بوكوس أن المعهد لعب دورًا استراتيجيًا، بتكليف مباشر من جلالة الملك، في صياغة التدابير التي تضمن حماية الأمازيغية والنهوض بها على المستويات التربوية والثقافية والإعلامية، مذكّرًا بمضامين القانون التنظيمي رقم 26.16، الذي حدد خمس سنوات كمهلة لتنزيل الأمازيغية في مجالات حيوية، انطلاقًا من 12 شتنبر 2019، تاريخ نشره في الجريدة الرسمية. وتساءل بوكوس: “أين نحن اليوم من هذا التفعيل؟”، في إشارة إلى ضرورة تقييم ما تحقق والوقوف عند مكامن النقص والتأخر في بعض القطاعات.
واختتم بوكوس مداخلته بالتشديد على أن الاحتفاء بترسيم الأمازيغية لا يجب أن يبقى مناسبة رمزية فحسب، بل محطة لتجديد الالتزام بمواصلة ورش الإنصاف اللغوي والثقافي، باعتباره شرطًا أساسيًا لتحقيق المواطنة الكاملة. واعتبر أن نجاح هذا المشروع يستدعي تعبئة وطنية شاملة، وتظافر جهود الدولة والمجتمع، تماشيًا مع الرؤية الملكية الساعية إلى جعل الأمازيغية دعامة أساسية في صرح الأمة المغربية.
29/07/2025