في تطور سريع لواقعة الزورق السريع المعروف بـ”فانتوم”، الذي أثار ضجة واسعة بشاطئ السعيدية يوم الأحد 28 يوليوز 2025، تمكنت عناصر الدرك الملكي في ظرف وجيز من توقيف خمسة أفراد مرشحين للهجرة غير الشرعية، من بين الأشخاص الذين نجحوا في الفرار على متن الزورق المعروف بفانتوم حيث كانوا بالبحر في محاولة للعبور نحو الضفة الشمالية للمتوسط.
ووفقا لمصادر مطلعة ، فإن العملية انطلقت بعد رصد تحركات مشبوهة لعناصر يشتبه في تورطها في الهجرة السرية، حيث تبين أن المعنيين بالأمر لجؤوا إلى حيلة جديدة تمثلت في استئجار دراجات مائية للكراء من نوع “بيدالو” مقابل 200 درهم للساعة، ثم انطلقوا بها إلى البحر للالتحاق بالزورق السريع الذي كان في انتظارهم .
المرشحون للهجرة تمكنوا من الوصول إلى الجوهرة الزرقاء في حدود الساعة الرابعة صباحًا، وجلسوا وسط ساحة 20 غشت المقابلة للشاطئ بالسعيدية، دون أن يتم رصدهم، مستغلين الغياب الواضح للأجهزة الأمنية بالمدينة والدوريات البحرية للبحرية الملكية في السعيدية وكذلك في مدينة رأس الماء والناظور.
الزورق السريع “فانتوم” كان قد تسلل إلى المياه المغربية من جهة السواحل الإسبانية، دون أن يتم رصده بالرادار من قبل البحرية الملكية، مما كشف ثغرات أمنية خطيرة على مستوى مراقبة السواحل الشرقية للمملكة ، خاصة في منطقة “ليروشي” التي يجب على البحرية الملكية ان تكون دائما متواجدة بتلك المنطقة التي تعتبر حدودية.
وفي إطار التحرك الأمني السريع، باشرت فرق الدرك الملكي البحري عملية تمشيط وملاحقة للزورق “فانتوم”، استمرت لأكثر من 40 كيلومترًا في عرض البحر، وفرقة أخرى تابع لنفس جهاز الدرك الملكي البحري قامت بتوقيف خمسة أشخاص، وتحديد هوية العقل المدبر الذي تبين أنه يقيم حاليا بإسبانيا ويشرف على تنظيم عمليات تهريب البشر عبر الزوارق السريعة بعد البحث والتحريات.
وتأتي هذه العملية في وقت تتزايد فيه أنشطة الهجرة غير النظامية عبر السواحل الشرقية، حيث أصبحت مدينة السعيدية ومحيطها الجغرافي مسرحا لتكتيكات جديدة تعتمد على السرعة والمباغتة، مستغلة قلة المراقبة الليلية وامتداد الشريط الساحلي من طرف البحرية الملكية والأجهزة الأمنية.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية، طالبت الساكنة بضرورة تعزيز التواجد الأمني، خاصة في فترات الليل والساعات الأولى من الصباح، واعتماد تكنولوجيا المراقبة البحرية لمنع تكرار مثل هذه العمليات التي تهدد الأمن المحلي وتغذي شبكات الاتجار بالبشر.
ويحسب للدرك الملكي البحري نجاحه في إدارة العملية بدقة عالية، من خلال تنسيق محكم، واستغلال ناجح للمعلومة الاستخباراتية، ومتابعة ميدانية أثبتت جاهزية الوحدات في مواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بالسواحل الشرقية.
29/07/2025