في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة من الكارثة والمجاعة، فجّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مفاجأة باعترافه، للمرة الأولى، بوجود مجاعة فعلية تحصد أرواح الأطفال داخل القطاع، في تصريح يتناقض كليًا مع الموقف الرسمي الإسرائيلي الذي ينكر وقوع أي كارثة إنسانية. وجاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحافي عقده ترامب في اسكتلندا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث أكد بوضوح: “بعض أولئك الأطفال يموتون فعلاً جراء الجوع. أنا أرى ذلك، ولا يمكن أن يكون هذا مجرد ادعاء”.
وأوضح ترامب أن واشنطن تنسق حاليًا لإنشاء مراكز لتوزيع الغذاء في غزة بمشاركة منظمات دولية، مع تخصيص تمويل أمريكي وأوروبي، مشيرًا إلى استعداد المفوضية الأوروبية وعدد من الدول لدعم المبادرة. ومع تصاعد التحذيرات من قبل وكالات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها “أونروا” التي شددت على أن الإنزالات الجوية الإسرائيلية لا تُنهي المجاعة، يبقى تدفق المساعدات عبر المعابر معطلاً بالكامل منذ مارس الماضي، وسط حصار خانق تفرضه القوات الإسرائيلية.
على الصعيد الميداني، تكشف تسريبات صحفية إسرائيلية من “يسرائيل هيوم” أن هناك اتجاها متزايدًا داخل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) نحو اتخاذ قرار باجتياح بري شامل لغزة، بعد فشل المساعي لتهدئة مع حركة حماس. وتزامنًا مع ذلك، تتواصل الاعتداءات على معابر القطاع، وعرقلة وصول المساعدات رغم مزاعم إسرائيل بتطبيق “تعليق تكتيكي” محدود للعمليات العسكرية. وفي المقابل، تتصاعد الانتقادات داخل إسرائيل من شخصيات مثل الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي ندد بدخول المساعدات، ملوحًا بالانسحاب من الحكومة، بينما أكد خليل الحية، القيادي في حماس، أن الاحتلال يماطل ويخطط لإقامة منطقة عازلة جنوب القطاع في خطوة تهجيرية مرفوضة.
وحتى اللحظة، بلغ عدد ضحايا المجاعة 147 شهيدًا، من بينهم 88 طفلاً، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا أي طعام منذ أيام. وبينما يستمر الصمت العربي والدولي، تقف غزة في مواجهة مفتوحة مع الموت الجماعي والتجويع والإبادة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية الشاملة في 7 أكتوبر 2023، التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، وآلاف المفقودين، في ظل تجاهل تام لقرارات محكمة العدل الدولية ومناشدات وقف العدوان.
29/07/2025
