أثارت واقعة تقبيل رجل مسن يد عامل إقليم شفشاون، محمد علمي ودان، خلال حفل تدشين مشاريع تنموية بإحدى الجماعات القروية، موجة واسعة من الجدل والنقد على مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم أن العامل بدا منزعجًا من التصرف وحاول رفضه، إلا أن المشهد أعاد إلى الواجهة النقاش حول صورة رجال السلطة في أذهان المواطنين، خاصة في المناطق القروية، ومدى تأثير هذه التصرفات على علاقة المجتمع بالسلطة.
محمد يحيا، أستاذ القانون بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، وصف الواقعة بأنها “ممارسة دخيلة على المجتمع المغربي وغير مقبولة في العهد الجديد”. وأكد في تصريح لـ”كواليس الريف” أن المغرب عرف تحولات كبيرة منذ تولي الملك محمد السادس العرش، داعيًا إلى ترسيخ الفهم الجديد للسلطة الذي يقوم على القرب واحترام الحقوق والواجبات. وأوضح أن تقبيل اليدين له مكانه فقط في سياق تقاليد عائلية أو دينية، أو ضمن البروتوكولات الخاصة بالملك، لكنه غير مقبول تجاه رجال السلطة.
من جهته، اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي عبد الله أبو عوض أن الواقعة تعكس فجوة في العلاقة بين رجال السلطة وسكان العالم القروي، مشيرًا إلى أن بعض المواطنين ما زالوا ينظرون إلى ممثلي السلطة كرمز للدولة نتيجة الأمية أو محدودية الوعي. ودعا أبو عوض إلى تجاوز مثل هذه المظاهر في الاستقبالات الرسمية، مؤكدًا أنها لم تعد ملائمة إلا في البروتوكولات الخاصة بالملوك ورؤساء الدول.
29/07/2025