تشهد أحياء سيدي عابد وبوجيبار بمدينة الحسيمة، في الأيام الأخيرة، حالة من الغضب والاحتقان المتصاعد في صفوف السكان، بسبب الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب، وسط غياب أي تواصل أو توضيح من الجهات المعنية، وعلى رأسها المكتب الوطني للكهرباء والماء.
في حي سيدي عابد، أفاد عدد من المواطنين بأن التيار الكهربائي ينقطع بشكل مفاجئ ولساعات طويلة، مما تسبب في إتلاف عدد من الأجهزة المنزلية وإرباك الحياة اليومية، لاسيما في ظل موجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة. أما في حي بوجيبار، فلا يختلف الوضع كثيرًا، حيث تعيش الساكنة على وقع انقطاعات متكررة، خاصة خلال ساعات الليل، منذ أكثر من أسبوع، دون أن تُقدم الجهات المسؤولة أي اعتذار أو تفسير مقنع.
ورغم الشكاوى المتعددة التي رفعها المواطنون، يكتفي المكتب الوطني للكهرباء والماء بسياسة “الترقيع”، من خلال تدخلات محدودة لا ترقى إلى حجم المشكل، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى التزام هذه المؤسسة العمومية بتحسين جودة خدماتها، ومدى احترامها لحقوق المواطنين الذين يعتبرهم جلالة الملك محمد السادس نصره الله في صلب اهتماماته.
وتتجه أصابع الاتهام إلى هشاشة البنية التحتية وتقادم الشبكة الكهربائية، فضلًا عن غياب رؤية استباقية لتدبير الأعطاب، ما أدى إلى تصاعد الأصوات المطالِبة بتدخل فوري من عامل إقليم الحسيمة، باعتباره ممثل صاحب الجلالة، من أجل وضع حد لهذا التسيب الإداري ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال المستمر.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات، تأتي هذه التصرفات من مؤسسات عمومية، يُفترض أن تكون في خدمة المواطن، لتقوض هذا المسعى وتزيد من شعور السكان بالتهميش واللامبالاة.
فهل سيتدخل عامل الإقليم لتوجيه إنذار واضح للمكتب الوطني للكهرباء والماء ووضع حد لهذه المهزلة؟ أم أن معاناة ساكنة سيدي عابد وبوجيبار ستظل طيّ النسيان في ظل غياب من يدافع عن حقوقهم في دواليب القرار؟
29/07/2025