kawalisrif@hotmail.com

مغربية بلا ساقين تتحدى الأطلسي.. وتصل حية على قارب موت

مغربية بلا ساقين تتحدى الأطلسي.. وتصل حية على قارب موت

من قلب ظلمات الأطلسي، كتب البحر هذه المرة حكايةً لا تكاد تُصدَّق: امرأة مغربية بلا ساقين، تتشبث بحلم الوصول إلى الضفة الأخرى، فوق قارب مطاطي بالكاد يطفو على موجٍ لا يرحم. في عرض جزر الكناري، أنقذت فرق الإغاثة الإسبانية، مساء الثلاثاء، 38 مهاجرًا غير نظامي، بينهم هذه السيدة التي تحوّلت صورتها، وهي محمولة على كرسي متحرّك داخل مركب الإنقاذ، إلى صفعة توقظ الضمير العالمي على حجم اليأس الذي يدفع البشر لعبور المستحيل.

كانت على بُعد 40 كيلومترًا فقط من جزيرة لانزاروتي، لكن المسافة بينها وبين الحياة التي تحلم بها ما زالت أطول من كل بحار الأرض. ملفوفة في معطف أسود، مبتسمة رغم الهزيمة المعلّقة في الموج، جلست تلك المرأة في صمتٍ يشبه صراخًا بلا صوت: أيُّ جحيمٍ خلّفته خلفها؟ وأيّ حياةٍ تنتظر جسدًا فقد ساقيه، لكنه رفض أن يفقد الحق في حلمٍ صغير؟

إلى جوارها، كانت خمس نساء أخريات، معظمهن مغربيات، إلى جانب شابة من إفريقيا جنوب الصحراء، ينتظرن الأغطية والماء من رجال الصليب الأحمر، وعيونهن تتعلّق بالشاطئ القريب كمن يرى الحياة لأول مرة. مصادر إسبانية أكدت أنّها أول حالة مسجلة لامرأة بهذه الإعاقة تُبحر في «پاتيرا»، تلك القوارب التي بالكاد تحتمل جسدًا سليماً، فكيف بجسدٍ مثقل بالعجز والأمل معًا؟

هكذا يكشف الأطلسي مرةً أخرى هشاشة الحدود أمام أوجاع البشر: لا أسلاك شائكة ولا حرس حدود يمكن أن يردع إنسانًا قرّر أن يراهن بجسده المبتور على فرصة حياةٍ أقل قسوة. وبين بيانات التعاطف وتصريحات المسؤولين، يظل سؤالٌ واحد عالقًا بين لانزاروتي وموطن الرحيل: إلى متى تبقى قوارب الموت آخر مرفأٍ للهاربين من بؤسٍ بلا ضفاف؟

30/07/2025

Related Posts