أشاد الرئيس اللبناني جوزيف عون، من العاصمة الجزائرية، بالدور المحوري الذي اضطلعت به المملكة المغربية في وضع اللبنات الأساسية لاتفاق الطائف، الذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان أواخر القرن الماضي. وفي ندوة صحافية جمعته بنظيره الجزائري عبد المجيد تبون، ذكّر عون بالمساهمات الفعالة للرباط، إلى جانب الرياض والجزائر، في جهود الوساطة التي توّجت بتوقيع وثيقة الوفاق الوطني، مؤكدا أن هذه الوثيقة تحولت إلى دستور فعلي يكرّس الانتماء العربي للبنان وسيادته واستقلاله. واعتبر أن العودة إلى مثل هذه المحطات التاريخية تبرز أهمية التضامن العربي في تحصين وحدة لبنان واستقراره الداخلي.
كما أكد الرئيس اللبناني أن العلاقات بين بلاده والجزائر تمتد جذورها إلى عمق التاريخ العربي المشترك، مشددا على أن المصالح العربية العليا يجب أن تكون الأساس الجامع للدول الشقيقة، في سعيها لتحقيق رفاهية الشعوب والانفتاح على العالم. ولم ينسَ عون الإشادة بدور المغرب التاريخي، مذكرا بتدخلاته الإيجابية ضمن اللجنة العربية العليا، إلى جانب السعودية والجزائر، والتي كان لها الدور البارز في التمهيد لتسوية الأزمة اللبنانية، خلال واحدة من أحلك فصول التوتر السياسي والمجتمعي في البلاد.
ومن جهته، ظل المغرب، عبر مختلف المراحل، ثابتا في دعمه للبنان، من خلال مواقفه الراسخة المؤيدة لوحدة هذا البلد واستقلاله، ورفضه التام لأي تدخل أجنبي في شؤونه. ولم يقتصر الدعم المغربي على الجانب السياسي، بل تعداه إلى البعد الإنساني، كما حدث سنة 2020 عقب انفجار مرفأ بيروت، حيث أقام المغرب مستشفى عسكريا ميدانيا قدّم خدماته لآلاف المواطنين، وأرسل أطنانا من المساعدات الطبية والغذائية بتعليمات من الملك محمد السادس. وسبق للسفير اللبناني بالرباط، زياد عطا الله، أن أبرز عمق العلاقة التي تربط المغرب بلبنان، منوها بدور العائلة الملكية المغربية في دعم لبنان، وخاصة مساهمة الملك الراحل الحسن الثاني في إنجاح اتفاق الطائف.
30/07/2025