كشفت مصادر مطلعة لـ”كواليس الريف” أن مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “تيك توك”، أظهرت متاجر ومحلات تعرض مواد استهلاكية وغذائية “مستوردة” بأسعار منخفضة بشكل لافت، ما استنفر مصالح المراقبة التابعة لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة. وأوضحت المصادر أن خلية اليقظة وتحليل المخاطر وجهت المراقبين إلى إطلاق حملات ميدانية بتنسيق مع أقسام الشؤون الاقتصادية بالعمالات، للتدقيق في مصدر هذه السلع ووثائقها بعد ورود معطيات خطيرة حول دخولها بطرق غير قانونية والتلاعب في فواتيرها وتواريخ صلاحيتها.
وأفادت المعطيات أن شبكات متخصصة في توزيع هذه المواد تنشط على المستوى الوطني، معتمدة على مخازن في ضواحي المدن قرب محاور الطرق الوطنية، حيث تستغل تخزين كميات كبيرة قبل توزيعها على المتاجر في إطار خصومات مشبوهة تعرف بـ”الهوتة”. وتستعد فرق الجمارك للاستعانة برجال وأعوان السلطة لتحديد مواقع التخزين والبيع ومداهمتها بشكل متزامن، منعاً لتهريب السلع أو تزييف فواتيرها. وأبرزت المصادر أن هذه الممارسات عقدت مهام الأجهزة الرقابية في الوصول إلى الفاعلين الرئيسيين، حيث غالباً ما تقتصر المحاضر الأولية على حيازة مواد منتهية الصلاحية، ما يعرض المخالفين لعقوبات لا تتعدى السجن سنتين.
وأشارت المصادر إلى أن المراقبة المقبلة ستتم بتنسيق مع المديرية العامة للضرائب للتحقق الفوري من وضعية الشركات المصدرة للفواتير، خصوصاً مع ارتفاع نشاط هذه الشبكات خلال فصل الصيف لزيادة تصريف منتجاتها. كما ستستهدف الحملات نقاط التخزين والتوزيع في مدن الدار البيضاء وسلا والقنيطرة وطنجة، بناءً على قوائم تتضمن مواقع محددة وأسماء مشتبه فيهم يعملون تحت غطاء مقاولات صغيرة تستأجر “هنكارات” لإخفاء السلع المهربة. وتؤكد إدارة الجمارك أنها تواصل التنسيق مع وزارتي الصحة والفلاحة والمنظمة العالمية للجمارك لتعزيز آليات مكافحة تهريب المواد الغذائية، بعدما أسفرت الحملات السابقة عن ضبط مئات الأطنان من السلع غير الصالحة للاستهلاك.
30/07/2025
