kawalisrif@hotmail.com

السعيدية :   صيف على وقع الكوارث وبيع الملك العمومي وسوء التدبير الجماعي

السعيدية : صيف على وقع الكوارث وبيع الملك العمومي وسوء التدبير الجماعي

يعرف الموسم الصيفي 2025 بمدينة السعيدية اختلالات كبيرة، في ظل تراجع مستوى الخدمات الأساسية وغياب رؤية تنموية واضحة من طرف المجلس الجماعي، ما أثار موجة من الانتقادات والاستياء في صفوف الساكنة والزوار على حد سواء.

فعلى مستوى البنية التحتية، سجلت المدينة غيابًا تامًا للإنارة العمومية بعدد من الأحياء، مما ساهم في تراجع الإحساس بالأمن وعرّض السكان لصعوبات كبيرة خلال التنقل الليلي. كما عرفت المدينة انتشارًا واسعًا للأوساخ والنفايات نتيجة الغياب شبه الكلي لشركة “أزون” المفوَّض لها تدبير قطاع النظافة، ما انعكس سلبًا على المشهد العام، خصوصًا خلال فترة تعرف فيها السعيدية توافدًا سياحيًا مكثفًا.

أما على صعيد التسيير المحلي، فقد تفجرت موجة من الغضب عقب تسجيل اختلالات في منح التراخيص الموسمية، حيث وُجِّهت اتهامات للمجلس الجماعي بتكريس منطق الزبونية والمحسوبية، خاصة في ما يتعلق بالرخص الممنوحة داخل المعرض التجاري (أكلتي)، في ظل غياب شروط السلامة الصحية والمرافق الضرورية، ما عمّق الشعور بالتهميش لدى عدد من شباب المدينة والعاطلين عن العمل.

ومن أبرز تجليات هذا التسيير العشوائي، منح رخصة لنشاط تجاري داخل “مارينا السعيدية”، وبالضبط في الحوض المائي رقم 3 بالميناء الترفيهي، لفائدة شخص يُعرف بنشاطه على صفحة فيسبوكية بإقليم بركان ويقدّم نفسه كصحافي. وقد أثارت هذه الرخصة، التي تم منحها بتنسيق بين المجلس الجماعي وشركة “S.S.M” المسؤولة عن الميناء الترفيهي، جدلاً واسعًا بشأن مدى احترام المساطر القانونية ومبادئ الشفافية، خصوصًا بعدما تبيّن أن الرخصة تمّت إعادة بيعها لطرف ثانٍ، في سلوك يطرح أكثر من علامة استفهام.

وفي هذا السياق، وجّهت هيئات من المجتمع المدني بمدينة السعيدية مراسلة إلى السيد مدير صندوق الإيداع والتدبير، تستفسر فيها عن قرار منح هذه الرخصة والمعايير والإجراءات المعتمدة من طرف مدير الميناء الترفيهي في هذا الشأن.

كل هذه المعطيات تعكس فشل المجلس الجماعي في تأمين موسم صيفي يرتقي إلى تطلعات المواطنين والزوار، وتؤكد أن المدينة تعيش على وقع التسيير الارتجالي والعشوائي، في ظل غياب مخطط تنموي حقيقي يعيد للسعيدية بريقها كمحطة سياحية وطنية.

31/07/2025

Related Posts