kawalisrif@hotmail.com

دعوة ملكية للحوار تواجه جدار الرفض الجزائري وسط تحليلات ترسم مشهداً مغاربياً معقداً

دعوة ملكية للحوار تواجه جدار الرفض الجزائري وسط تحليلات ترسم مشهداً مغاربياً معقداً

يرى عبد الرحمان عمار، الصحافي والمحلل السياسي المغربي المقيم بألمانيا، أن تجديد الملك محمد السادس دعوته للحوار مع الجزائر في خطاب العرش الأخير ليس سوى استمرار لمسار سياسي نهجه العاهل المغربي منذ سنة 2008، حيث تكررت مثل هذه الدعوات في ست مناسبات على الأقل. إلا أن ما يميز هذه الدعوة الأخيرة، بحسب عمار، هو بعدها الإنساني والوجداني، إذ خاطب الملك الشعب الجزائري بوصفه “شعباً شقيقاً”، دون توجيه خطابه مباشرة للنظام، في إشارة إلى غياب تجاوب رسمي من الجانب الجزائري مع المبادرات السابقة.

الخطاب الملكي، الذي شدد على التزام المغرب الثابت بالانفتاح على جواره الإقليمي وخاصة الجزائر، تضمّن تعبيراً عن استعداد الرباط لحوار صريح ومسؤول يهدف إلى تجاوز الخلافات وبناء مستقبل مشترك. هذا التوجه فسّره المحلل المغربي، خلال مشاركته في قناة “دوتش فيله” الألمانية، على أنه رسالة موجهة أساساً إلى المجتمع الدولي، أكثر من كونه نداءً ثنائياً، خصوصاً في ظل تنويه الملك بدعم دولي، أبرزها الولايات المتحدة والبرتغال، لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، مما يعزز صورة المغرب كطرف يسعى إلى الحلول، مقابل تصلب الموقف الجزائري.

وفي تقييمه لفرص المصالحة وإحياء الاتحاد المغاربي، أبدى عمار تشاؤماً واضحاً، مرجعاً ذلك إلى عوامل جيوسياسية معقدة، أبرزها استمرار الخلاف حول قضية الصحراء، وتوجه الجزائر لتشكيل محور مغاربي بديل يضم تونس وليبيا وموريتانيا، مع استبعاد المغرب. كما أشار إلى تعقيد إضافي تسببه الأوضاع الليبية واصطفاف تونس غير المعلن مع الجزائر. ورغم هذا المشهد المتشائم، لم يستبعد عمار أن يشكل الضغط الأمريكي عاملاً مؤثراً يمكن أن يدفع نحو انفراج محتمل، إن توفرت إرادة دولية قوية لتقريب وجهات النظر وفتح قنوات التواصل بين الرباط والجزائر.

31/07/2025

Related Posts