يتكرر مشهد الازدحام والانتظار الطويل قرب المحطات الرئيسية لوسائل النقل في طنجة مع حلول مساء كل يوم صيفي، حيث يتكدس المصطافون عند محطات الحافلات وسيارات الأجرة، في انتظار وسيلة تقلهم بعد يوم شاق من الاستجمام. وتنعكس هذه الحالة أزمة هيكلية تعاني منها منظومة النقل العمومي في المدينة، حيث يعاني رواد الشواطئ في مناطق مثل أشقار من نقص الحافلات، وضيق الأماكن، وارتفاع الأسعار التي تفاقمت بفعل غياب الرقابة والتنسيق الفعّال.
وعلى الرغم من محاولات شركة “الزا طنجة” لتحويل حافلات من أحياء داخلية نحو المناطق الشاطئية، فإن هذه الإجراءات تعتبر حلولًا مؤقتة أدت إلى نقص الخدمة في بعض الأحياء الأخرى، مما أزعج السكان وزاد من معاناة السائقين الذين يفرضون تعريفة مرتفعة تعكس ارتفاع تكاليف التشغيل. ويظهر تقييم جودة العيش العالمي “نومبيو” وضع طنجة في مرتبة متأخرة على صعيد النقل مقارنة بمدن متوسطية، وهو ما يطرح تساؤلات حول جاهزية المدينة لمواجهة تحديات الفعاليات الكبرى المرتقبة مثل كأس العالم 2030.
في ظل هذا الواقع، تتطلع المدينة إلى بداية جديدة مع صفقة ضخمة لتحديث شبكة الحافلات ستدخل حيز التنفيذ في مطلع 2026، حيث تشمل اقتناء أكثر من 400 حافلة حديثة تعمل بعضها بالطاقة النظيفة، إلى جانب اعتماد نظام رقمي متطور لإدارة الأسطول ومتابعة الحركية. كما يرتقب أن تسهم هذه المبادرة في رفع التغطية وتخفيف أوقات الانتظار، إلى جانب تطوير البنية التحتية المرتبطة بالنقل، بما في ذلك مواقف مزودة بكاميرات ولوحات معلومات لحظية. لكن يبقى السؤال مطروحًا لدى سكان طنجة: هل ستتمكن المدينة من الجمع بين جمال شواطئها وسهولة الوصول إليها، أم ستظل أزمة النقل رفيقًا صيفيًا لا ينفصل عنها؟
31/07/2025