أفاد المركز الفيدرالي لتنمية الصادرات الغذائية الزراعية بروسيا أن المغرب استورد خلال السنوات الثلاث الماضية ما معدله 12 ألف طن سنويًا من زيت عباد الشمس المعبأ من روسيا، ضمن إجمالي 140 ألف طن وُجّهت إلى دول شمال إفريقيا. ووفق دراسة تحليلية حديثة للمركز الروسي، فإن المملكة تُعد من بين الأسواق المتنامية لهذا المنتج، حيث وصلت قيمة وارداتها من زيت عباد الشمس فقط خلال عام 2023 إلى 120 مليون دولار، ضمن إجمالي بلغ 660 ألف طن من الزيوت المستوردة.
ورغم هذا الطلب المرتفع، أشار خبراء ومهنيون مغاربة إلى التحديات التي تعيق تطوير زراعة عباد الشمس محليًا، وعلى رأسها الكلفة المائية والمالية المرتفعة، وغلاء البذور، إضافة إلى ضعف قدرة الفلاحين الصغار والمتوسطين على تسويق محاصيلهم. وأكد رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، أن ضعف المساحات المزروعة وغياب التنظيم التعاوني يجعل الفلاحين مرتهنين للوسطاء، مشيرًا إلى أن العقود المباشرة مع المعامل تشترط توفر حد أدنى من المساحة لا يقل عن 20 هكتارا. وأضاف أن تبني مفهوم “بصمة الماء” يبرر خيار الاستيراد في ظل الشح المائي الذي يؤثر على الزراعات الوطنية.
من جهته، أبرز أنس منصوري، مهندس دولة وباحث في الشأن الزراعي، أن ضعف القيمة المضافة لزراعة عباد الشمس مقارنة بمحاصيل أخرى أكثر ربحية يقلل من إقبال الفلاحين عليها. كما أوضح أن غلاء البذور وعدم استفادة هذا النوع من الزراعة من الدعم العمومي الكافي، سواء على مستوى البذور أو تجهيزات السقي بالرش، يفاقمان من ضعف تنافسيتها. وأشار إلى أن استمرار الجفاف وتراجع الموارد المائية يزيد من تآكل هذه الزراعة، ما يدفع المغرب إلى مواصلة الاعتماد على الاستيراد لتلبية حاجيات السوق.
01/08/2025