ظهر مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، الخميس الماضي في واشنطن خلال لقاء جمعه بوزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد الخليفي، في وقت كان من المتوقع أن يزور المملكة المغربية. هذا التأجيل، الذي جاء بعد جولة قام بها في دول مغاربية أخرى مثل تونس وليبيا والجزائر وفرنسا، أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لتأجيل الزيارة، خاصة مع اقتراب الاحتفالات بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المغربي، الذي كان من المفترض أن يشكل مناسبة لإعادة تأكيد العلاقات الثنائية.
ورغم أن الأجندة الوطنية للمغرب في هذه الفترة لم تكن عائقاً لتوقيت الزيارة، فإن الرباط لم تبدِ قلقاً أو رفضاً لأي محور من محاور الزيارة المحتملة، خصوصاً في ظل الدينامية الإيجابية والاستقرار في العلاقات المغربية الأمريكية، التي تتسم بالتنسيق المنتظم خاصة في القضايا الإقليمية مثل نزاع الصحراء ودعم موقف المغرب في هذا النزاع، إلى جانب التعاون بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط والمساعدات الإنسانية التي قدمها المغرب لغزة والضفة الغربية.
ولا يُستبعد أن يكون سبب التأجيل يعود إلى قناعة الرباط بعدم قدرة مسعد بولس على تحقيق الأهداف المرجوة من الزيارة، ما دفعها إلى تفضيل التواصل مع وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روييو، الذي يحمل جدول أعمال أكثر اتساعاً وحساسية، لا سيما في الملفات الحيوية المتعلقة بسيادة المغرب على الصحراء والعلاقات المعقدة مع الجزائر. ويُنظر إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتخفيف التوترات بين البلدين المغاربيين، إلا أن هذا المسعى قد لا يجد دعمًا كافيًا من قبل مستشار ترامب، ما قد يفسر تأجيل أو إلغاء الزيارة.
01/08/2025