kawalisrif@hotmail.com

قضاء إسبانيا يُطرد راهبات من دير «بيلورادو» بعد تمردهن على الكنيسة

قضاء إسبانيا يُطرد راهبات من دير «بيلورادو» بعد تمردهن على الكنيسة

في مشهد يعيد إلى الأذهان الأزمات الخفية داخل المؤسسة الكنسية الإسبانية، قضت محكمة بورغوس بطرد مجموعة من الراهبات السابقات من دير «بيلورادو»، بعد أشهر من التمرد على تعاليم الكنيسة وارتباطهن بجماعات توصف بأنها «طوائف» خارجة عن المذهب الكاثوليكي الرسمي.

وحسمت محكمة بريفييسكا ملف النزاع الذي شغل الرأي العام الديني والإعلامي بإصدار حكم يقضي بإخلاء الدير فورًا، مرفقًا بإنذار بالإخلاء القسري في حال رفض المجموعة الامتثال. وتعود جذور القضية إلى انشقاق الراهبات عن أبرشية بورغوس وقطع صلتهن بالفاتيكان، في خطوة مثيرة للجدل فسّرها مراقبون بكونها صراعًا خفيًا بين تيارات محافظة داخل الكنيسة الكاثوليكية.

وكشفت المفوضية البابوية المشرفة على أديرة بيلورادو وأوردونيا وديريو أن الراهبات المعنيات فقدن أي صفة قانونية للبقاء داخل الدير الذي ظل ملكًا للأبرشية حسب السجلات العقارية الإسبانية. وسبق للمجموعة أن حاولت تأسيس «جمعية مدنية» بغرض انتزاع الملكية، إلا أن القضاء الإسباني رفض هذا المسعى، معتبرًا أن الحرية الدينية حق فردي لا يمنح جمعيات منشقة صفة قانونية تتيح لها التصرف في الأملاك الكنسية.

وتعود شهرة دير بيلورادو إلى نشاطه التجاري في صناعة الشوكولاتة والحلويات، وهي حرفة أتاحت للراهبات موارد مالية لسنوات قبل أن تنكشف تجاوزات قانونية أخرى، أبرزها تربية الكلاب داخل الدير.

وتضع هذه الأزمة الكنيسة الإسبانية أمام تساؤلات جديدة حول مدى قدرتها على ضبط جماعات متشددة أو منشقّة، في ظل ارتفاع الأصوات التي تنتقد «الصمت» على بروز طوائف صغيرة تتغذى على فراغ الثقة داخل المؤسسة التقليدية.

محامو المجموعة المطرودة لم يتوانوا عن إعلان عزمهم الطعن في الحكم لدى محكمة الاستئناف الإقليمية، في محاولة أخيرة لتفادي الإخلاء القسري.

وفي انتظار ما ستسفر عنه الجولات القضائية المقبلة، تبقى هذه الواقعة شاهدًا جديدًا على التحولات العميقة التي تهز الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا، وتكشف عن الصراعات المكتومة بين المركز والفروع، وعن أسئلةٍ مقلقة حول مستقبل الأديرة القديمة وسط عالم يتحول بسرعة.

01/08/2025

Related Posts