احتضنت العاصمة الفرنسية باريس، خلال الأسبوع الجاري، لقاءً دبلوماسيًا مغلقًا جمع مسؤولين رفيعي المستوى من المغرب والولايات المتحدة وفرنسا، خُصص للتشاور حول سبل رسم خارطة طريق مشتركة بخصوص النزاع الإقليمي حول الصحراء، وذلك في سياق الاستعداد للجلسات المرتقبة بمجلس الأمن الدولي. ويأتي هذا الاجتماع كتطور لافت في دينامية التحركات الدبلوماسية الهادفة إلى كسر الجمود الذي يطبع العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وسط ترقب دولي لما ستحمله جلسات أكتوبر المقبل من مستجدات.
وحسب مصادر مطلعة، فقد حضر الاجتماع مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشؤون القارة الإفريقية، والذي كان قد زار الجزائر قبل التوجه إلى باريس، حيث التقى بالرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف، في إطار جولة إقليمية يُرتقب أن تشمل المغرب كذلك. وتكتسي هذه الجولة أهمية خاصة بالنظر إلى الدور الأمريكي في صياغة ملامح الحل السياسي، لاسيما بعد تأكيد السفير الأمريكي المعين لدى المغرب، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، على ثبات موقف واشنطن الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، والتي وصفها بالحل الجاد والواقعي.
ويأتي هذا الحراك السياسي في توقيت دال، تزامنًا مع خطاب العرش الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على العرش، حيث شدد على التزام المملكة بالحل السياسي الأممي واحترام مبدأ “لا غالب ولا مغلوب”، مجددًا انفتاح المغرب على أي مبادرة جادة تصون وحدته الترابية وكرامة جميع الأطراف. كما وجه الملك دعوة مباشرة للقيادة الجزائرية للانخراط في حوار مسؤول وبناء، لتجاوز الخلافات الظرفية، وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية، قوامها حسن الجوار والمصير المشترك، في رسالة قوية تؤكد إرادة المغرب في طي صفحة التوتر وتكريس مناخ إقليمي يسوده الاستقرار والتعاون.
02/08/2025