بدأت تركيا رسمياً توريد الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر اتفاق ثلاثي مع أذربيجان وقطر، بهدف دعم جهود إعادة الإعمار في البلاد بعد حرب مدمرة استمرت 14 عاماً. وتشمل الخطة في مرحلتها الأولى تصدير ما يصل إلى ملياري متر مكعب من الغاز سنوياً، ما من شأنه أن يغذي شبكة الكهرباء السورية، التي لا تزال تعاني من انقطاعات تتجاوز 20 ساعة يومياً في العديد من المناطق. وقد وُقّعت الاتفاقات خلال مراسيم حضرها وزراء من سوريا وتركيا وأذربيجان، إلى جانب ممثلين عن صندوق قطر للتنمية.
وأكد وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار أن المشروع يشكل دفعة قوية لإعادة الحياة اليومية إلى طبيعتها في سوريا، من خلال تشغيل محطة توليد طاقة بقدرة تقارب 1200 ميغاواط، تكفي لتلبية حاجيات نحو خمسة ملايين أسرة. وأضاف أن الإمدادات ستُنقل بداية إلى مدينة حلب، ثم تُوزع لاحقاً على مدن أخرى مثل حمص، ما سيُعيد تفعيل محطات الكهرباء المتوقفة في هذه المناطق الحيوية.
وكانت الحكومة السورية الانتقالية التي أطاحت بنظام بشار الأسد في ديسمبر، قد أعلنت أن الغاز سيتم تخصيصه بالكامل لإنتاج الكهرباء، في إطار مسعى متكامل لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة. ويأتي هذا المشروع استكمالاً لمبادرة سابقة تم تنفيذها في مارس عبر الأردن، أسفرت عن تزويد الشبكة بـ400 ميغاواط يومياً. وتعكس هذه التحركات توافقاً إقليمياً جديداً، حيث تتصدر تركيا وأذربيجان وقطر مشهد دعم الحكومة السورية الجديدة، في ظل غياب أي مؤشرات على انفراج دولي شامل حتى الآن.
02/08/2025