تواصل جهة الشمال المغربي فرض نفسها كوجهة سياحية صيفية نابضة بالحياة، تتجاوز جمال الطبيعة لتُعزز حضورها بأرقام مبهرة وتجارب واقعية لزوار متنوعين. طوال يوليو الماضي، شهدت مدن الساحل الشمالي إقبالاً كبيراً انعكس تنوع العرض السياحي بين البحر والجبل، والفنادق المصنفة إلى السكن العائلي الذي يغطي كل الطبقات، ما جعل من المرتيل والمضيق مساحات مليئة بالحيوية، حيث استحوذت الشقق المفروشة والوحدات الصغيرة على نسب إشغال مرتفعة، مع تواصل الإقبال القوي على المؤسسات الفندقية الرسمية.
في تطوان، برزت المدينة كمحطة محورية للمسافرين الباحثين عن الراحة قبل الانطلاق نحو الشواطئ المجاورة، حيث سجّلت مؤسسات الإيواء زيادة بنسبة 34% في ليالي المبيت خلال يونيو، ما يؤكد أهمية دور المدينة كعصب لوجستي للسياحة في الجهة. وفي الحسيمة، رافق تحسن الربط الجوي من أوروبا ارتفاع الطلب على السياحة بنسبة تراوحت بين 15 و20%، مع تعزيز تجربة الزوار ببرمجة فعاليات صيفية متجددة، بينما حافظت أصيلة على هدوئها الكلاسيكي، محتفظة بجاذبيتها لعائلات تقصدها سنوياً بحثاً عن الهدوء والبساطة، في حين شهدت طنجة إقبالاً متوازنًا بين كونها مدينة استقبال وعبور، مع نسب إشغال فندقي مستقرة.
ليس الصيف في الشمال مجرد موسم عابر، بل هو عودة متجددة لصيغ الإقامة التقليدية وأجواء مألوفة تحكي قصة سنين من الوفاء والارتباط بالبحر والطبيعة. وجوه معتادة، حقائب صغيرة، منازل مفتوحة، وأمواج تحافظ على سحرها، كلها عوامل جعلت من الوجهة الشمالية أكثر من مجرد محطة سياحية، بل تجربة متجددة تعكس عمق العلاقة بين الزوار والأرض.
02/08/2025