يبدو أن صاحب برنامج “نوستالجيا” المسمى نيني ، قد دخل مرحلة الجفاف المهني، حيث لم تعد له القدرة على مواكبة تطورات المشهد الإعلامي ولا تقديم محتوى يرتقي إلى تطلعات المتابعين. قلمه الذي كان دائما يسرد قضايا بأسلوب إبتزازي ، بات اليوم عاجزًا عن نقل الحقيقة، بعدما تمزقت صفحات منهجه الإعلامي، ونفد معجمه من المفردات الموضوعية.
في خضم هذا التراجع، اختار هذا الإعلامي أن يوجه سهام النقد العشوائي نحو قطاع ترفيهي حيوي، يُشغّل أزيد من 3000 مواطن، ويُدرّ على خزائن الجماعات الترابية ملايين السنتيمات سنويًا، كما يشكل دعامة اقتصادية حقيقية للمناطق السياحية التي تحتضن مثل هذه المشاريع.
فبعد حملاته المتكررة ضد الجسم الإعلامي النزيه، وضربه تحت الحزام لعدد من زملائه في المهنة، وفي مقدمتهم “كواليس الريف” ها هو يعود مجددًا ليمارس هوايته القديمة في التشويه والتشكيك ، مستهدفًا هذه المرة قطاعًا اقتصاديًا واعدًا، دون سند واقعي أو دراية بخبايا الميدان.
ما لا يعلمه أو يتجاهله هذا “الناقد الجاهل”، هو أن القطاع الترفيهي الذي يهاجمه لا يختلف في أهميته عن باقي القطاعات الحيوية، بل إن الواقع أثبت أنه كان سببًا في انتشال العديد من الشواطئ والمناطق الساحلية من براثن الإهمال والعشوائية، بعدما ضخت فيه شركات استثمارية ملايين الدراهم لتأهيله وتحويله إلى فضاءات جاذبة وآمنة.
والأمثلة على ذلك كثيرة، من بينها جماعة المهدية بإقليم القنيطرة، وجماعة السعيدية التي استطاعت أن تحقق مداخيل تفوق 4 ملايين درهم في ظرف ثلاث سنوات فقط، بالإضافة إلى الناظور وطنجة، حيث باتت المشاريع الترفيهية تدر أرباحًا مهمة وتخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة.
فضلاً عن ذلك، فإن هذه الفضاءات تساهم في تنشيط القطاع السياحي، عبر خلق دينامية اقتصادية وتجارية مستدامة يستفيد منها الجميع، من الأسر إلى أصحاب المحلات والمطاعم والخدمات الموازية.
إن المطلوب اليوم ليس النيل من هذه المبادرات الاستثمارية الرائدة، بل دعمها وتشجيعها لما لها من أثر مباشر في محاربة البطالة وتحقيق التنمية المحلية. أما الهجوم المجاني وغير المبرر، فلا يخدم سوى أجندات شخصية ضيقة، لا تمت للمهنة الإعلامية ولا لأخلاقياتها بأي صلة.
02/08/2025