kawalisrif@hotmail.com

إسبانيا :   ڤوكس يرفع لوحات «الرُعب» في إل إيخيدو … أي ألمريا تريدون؟

إسبانيا : ڤوكس يرفع لوحات «الرُعب» في إل إيخيدو … أي ألمريا تريدون؟

نجيم ازواغ – ألمريا

لم يجد حزب ڤوكس اليميني المتطرف وصفة أسرع لإشعال نيران الخوف سوى تعليق لوحتين إعلانيتين في شوارع إل إيخيدو (ألمريا)، يقدّم فيهما للمواطن الإسباني «الاختيار العظيم»: أوروبا «نقية» تُشبه ملصقات الخمسينيات، أو «غزو مظلم» يزحف على الحقول والأسواق.

الصورة لا تحتاج خيالًا واسعًا: امرأة مغطاة بالسواد حتى الأظافر، موضوعة بوقاحة تحت شعار الحزبين الشعبي والاشتراكي، وكأنها عفريت ينتظر تحت سرير المواطن المسكين. وعلى الجهة الأخرى، فتاة بعيون زرقاء وكتفين عاريين تبتسم تحت شعار ڤوكس، في لقطة باهتة صنعها ذكاء اصطناعي صار بدوره أداة رخيصة في أيدي تجار الخوف.

البلدية التي يُديرها الحزب الشعبي سارعت إلى النأي بنفسها عن رائحة الكراهية المنبعثة من اللوحات، معلنةً بصوت خافت أن «الصورة تُسيء لسمعة المدينة»… وكأن السمعة لم تُلطَّخ أصلًا في فبراير 2000 حين اهتزّت إل إيخيدو على وقع أحداث عنصرية لا ينساها إلا من أراد نسيانها انتقائيًا.

يتحرك ڤوكس هنا كصياد مُحنّك يعرف تمامًا أين يغرس طُعمه. ففي هذه المدينة يعمل آلاف المهاجرين في حقول البيوت البلاستيكية، التي لا يرى أصحاب الشكوى أرباحها وهي تتكدّس بفضل أياديهم، بينما يُراد لهؤلاء أن يبقوا «أشباحًا» في الدعاية، وعبيدًا في الواقع.

أحد العمال المغاربة، الذي تحدّث إلينا من وسط بيت بلاستيكي يمتد كمتاهة زجاجية، لخص المشهد بسخرية مريرة: «نزرع الطماطم لهم… وهم يزرعون الخوف لنا».

أما الجمعيات الحقوقية، فقد حرّكت هذه المرة شكاوى رسمية ضد خطاب الكراهية، بينما يبتسم ڤوكس في مقراته المكيّفة، ويعدّ الأصوات التي ستتدفق على صناديقه كلما نجح في شيطنة فقير، أو تحويل امرأة محجبة إلى كابوس انتخابي.

الشارع الإسباني، الذي صار ملعبًا للشعارات الجوفاء، يعرف الحقيقة لكنه يتجاهلها: كل عنقود طماطم يُصدَّر إلى أوروبا يقف وراءه شاب مغربي أو مالي أو جزائري، يعمل لساعات تحت شمس لا ترحم، ليصعد ڤوكس آخر الشهر إلى المنصات مُلوّحًا براية «الطهارة» الزائفة.

وفي الختام، حين يسأل ڤوكس أهل ألمرية: «أي ألمرية تريدون؟»، ربما يجدر بأهل إل إيخيدو أن يردّوا بسؤال أبسط: «أي طماطم ستأكلون غدًا إذا اختفى الذين تُرعبون بهم أطفالكم؟». إلى ذلك الحين… سيواصل قادة الحزب التحدّث عن «الهوية» من مكاتبهم الفارهة، تاركين «اليد القذرة» التي يحتقرونها تُنجز لهم ما يعجزون عن فعله: ملء موائدهم… ورفع شعاراتهم الفارغة.

02/08/2025

Related Posts