بركان : كواليس الريف
تواجه الجمعية الإقليمية لتطوير وتعميم التعليم ببركان، المشرفة على خدمة النقل المدرسي، أزمة خانقة تهدد استمرارية هذه الخدمة الحيوية، وذلك بسبب عجز مالي يُقدّر بأزيد من 600 مليون سنتيم، إلى جانب شبهات إدارية وقانونية تُخيم على طريقة تدبيرها وتسييرها.
وترجع مصادر مطلعة هذا العجز الكبير إلى تراكم الديون المرتبطة بصيانة الحافلات وارتفاع أسعار المحروقات، ما دفع الجمعية إلى عقد سلسلة لقاءات مع رؤساء جماعات ترابية، من بينها جماعة أحفير وبوغريبة، بهدف المطالبة بدعم مالي إضافي يضمن استمرارية النقل المدرسي لفائدة تلاميذ الإقليم، خاصة مع اقتراب موعد الدخول المدرسي.
غير أن هذه اللقاءات كشفت، حسب مصادر محلية، عن عدة اختلالات تنظيمية، أبرزها مشاركة بعض الأشخاص دون صفة قانونية واضحة، من بينهم شخص قُدم بصفته “مديرًا للمصالح”، رغم عدم توفره على أي تعيين رسمي أو سند قانوني. كما أثار تعيين شخص آخر كـ”منسق إقليمي”، رغم عدم توفره على المؤهلات العلمية أو الإدارية المطلوبة، تساؤلات حول معايير الانتقاء داخل الجمعية.
ويُسجل غياب شبه تام لأعضاء المكتب المسير عن اللقاءات والقرارات التي تُتخذ في هذه المرحلة الحساسة، مما يطرح علامات استفهام حول احترام الجمعية لمبادئ الحكامة والتسيير التشاركي المنصوص عليه في قوانينها. كما يتم الحديث عن اتخاذ قرارات مصيرية بشكل فردي من طرف الرئيسة، دون الرجوع إلى الهياكل المسيرة.
وفي ظل هذا الوضع، تعالت أصوات عدد من الفعاليات المحلية والحقوقية، مطالبة بفتح تحقيق شفاف في طريقة تسيير الجمعية، وكشف ملابسات ما وصفوه بـ”التجاوزات المالية والإدارية”، خاصةً مع ورود معطيات تشير إلى تورط محتمل في صفقات مشبوهة ووجود سوابق مرتبطة بسوء التسيير.
ويُشار إلى أن الجمعية تتوفر على نحو عشرين حافلة متوقفة عن العمل، في وقت لا يفصل التلاميذ عن الدخول المدرسي سوى أسابيع قليلة، ما يجعل الحاجة إلى تدخل عاجل من الجهات الوصية أمرًا ملحًّا لضمان انطلاقة دراسية طبيعية وإنقاذ النقل المدرسي بالإقليم من الانهيار.
03/08/2025