في مشهد صادم وغير مسبوق، تحولت مدينة السعيدية، التي لطالما لقبت بـ”جوهرة الشرق”، إلى مكبٍّ كبير للنفايات، في موسم صيفي وُصف بأنه الأسوأ على الإطلاق في تاريخ المدينة، وسط اتهامات خطيرة بتفويت صفقات مشبوهة وتدبير كارثي لقطاع النظافة.
رغم مكانتها كوجهة مفضلة لآلاف المغاربة والسياح الأجانب، تعيش المدينة هذه الأيام شللًا تامًا على مختلف المستويات، نتيجة الإهمال وغياب الإرادة الحقيقية لدى المسؤولين المحليين، الذين يبدو أنهم يسبحون عكس التوجيهات الملكية والمجهودات الوطنية للنهوض بالقطاع السياحي.
لكن الفضيحة الكبرى تنفجر في قطاع النظافة، حيث تواجه شركة “أوزون”، المفوض لها تدبير هذا القطاع، اتهامات بالإهمال والتقاعس، بعد أن غابت بشكل شبه تام عن المشهد، تاركة المدينة غارقة في أكوام من النفايات التي تغزو الشوارع والأزقة، وسط حرارة الصيف وروائح كريهة تنذر بكارثة بيئية وصحية.
مصادر محلية تحدثت عن تدبير عشوائي وفوضوي، حيث يُعتمد فقط على “الديبناج” دون وجود يد عاملة كافية أو حاويات أو آليات ملائمة، ما عمّق استياء الساكنة وخلق موجة غضب عارمة في أوساط الزوار الذين وجدوا أنفسهم أمام واقع مزرٍ لا يليق بسمعة مدينة سياحية.
وتطرح هذه الفضيحة أسئلة محرجة ومقلقة:
من المسؤول عن تفويت صفقة تدبير النظافة بهذه الطريقة؟
ولماذا تستمر جماعة السعيدية في التعامل مع شركة تتقاذفها شبهات التلاعب وسوء التسيير دون أي مراقبة أو محاسبة؟
الوضع ينذر بالأسوأ، والسعيدية اليوم تدفع ثمن “الشكارة” ومحاباة الشركات على حساب المصلحة العامة.
فهل تتحرك الجهات الوصية قبل أن تتحول المدينة بشكل نهائي إلى مطرح للنفايات ؟