لفتيت يوجّه رسائل قوية للأحزاب: مرشحون نزهاء ومؤسسات تحظى بالثقة شرط لديمقراطية سليمة

عقد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، يوم السبت، اجتماعاً مع زعماء تسعة أحزاب ممثلة في البرلمان، ناقش فيه التحضيرات المقبلة للاستحقاقات الانتخابية. اللقاء، الذي لم يتجاوز ساعة ونصف، اتسم بنبرة واضحة من المسؤولية والتوجيه، إذ شدد لفتيت على ضرورة انتقاء مرشحين نزهاء، وعلى التزام الدولة بضمان نزاهة العملية الانتخابية وتعزيز المسار الديمقراطي المغربي. الكلمة المكتوبة للوزير حملت رسائل مباشرة، أكدت أن بناء مؤسسات شرعية تحظى بثقة واحترام المواطنين يمر عبر انتخابات شفافة نابعة من الإرادة الشعبية.

إدريس الأزمي الإدريسي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أوضح عقب مشاركته في الاجتماع أن وزير الداخلية دعا إلى “التصدي الصارم لكل ما من شأنه أن يمس بالتعبير الحر للمواطنين”، مشيراً إلى أن الدولة، تحت مراقبة القضاء، ملتزمة بتخليق الحياة السياسية. وأضاف أن خطاب لفتيت لم يغفل التحديات التي تهدد المشهد الانتخابي، وعلى رأسها أزمة العزوف الشعبي، حيث شدد الوزير على استقطاب الكفاءات والنخب السياسية، وجعل الأحزاب شريكة فعلية في هذه الدينامية.

وتناول الاجتماع سبعة محاور مركزية، من بينها تحيين اللوائح الانتخابية، وزجر الممارسات التي تسيء للعملية الانتخابية، وتحفيز المشاركة الواسعة، إلى جانب مراجعة قوانين التمويل العمومي للأحزاب، وتمكين الشباب والنساء من الحضور السياسي الفاعل. كما تم التأكيد على أهمية التواصل الإعلامي وتحديث الجدولة الزمنية والتنظيم اللوجستيكي للانتخابات. المثير في السياق، أن إشادة الأزمي بخطاب وزير الداخلية جاءت بعد أيام قليلة من الجدل حول نزاهة انتخابات 2021، وهو ما رد عليه لفتيت سابقاً بلهجة حادة قائلاً: “كفى من المزايدات، لا وجود لأي طعن أو شكاية بخصوص شفافية الانتخابات السابقة”.