خلّفت سهرة فنية نُظمت أخيراً بمنطقة سيدي معروف، تابعة لمقاطعة عين الشق، موجة واسعة من الغضب والجدل في أوساط الساكنة والمتابعين للشأن المحلي، بسبب ما اعتُبر “استفزازاً لمشاعر المواطنين” في ظل ظروف اجتماعية وخدماتية توصف بالمزرية. السهرة، التي أُعلن عنها تحت شعار “أيام النشاط بالكمان والطَعريجة”، أحيتها الفنانة دنيا بطمة والرابور “البنج”، إلى جانب عدد من الفنانين الآخرين، ضمن برنامج ترفيهي موسمي رعته المقاطعة، غير أن هذا الحدث لم يُقابل بالترحيب المنتظر، بل أثار استياءً واسعاً واتهامات للمسؤولين المحليين بـ”تبذير المال العام” على حساب الأولويات التنموية.
وعبّر عدد من سكان المنطقة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن سخطهم من ما وصفوه بتجاهل مطالبهم اليومية، مشيرين إلى تدهور الوضع في أحياء سيدي معروف، حيث تفتقر الأزقة للإنارة العمومية، وتغيب شبكات الصرف الصحي، في وقت تتفاقم فيه مظاهر العشوائية واحتلال الملك العمومي من قِبل الباعة الجائلين وأصحاب العربات، ما يعرقل حركة السير ويؤثر سلباً على الحياة اليومية. كما أشاروا إلى الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب في عدد من الإقامات الحديثة، وغياب أي تدخل ملموس من طرف السلطات لوضع حد لهذه الاختلالات المتراكمة.
وفي السياق ذاته، وجّهت الساكنة انتقادات لاذعة إلى عبد اللطيف الناصري، نائب رئيس مقاطعة عين الشق، متهمين إياه بالتقاعس عن تنفيذ الوعود الانتخابية التي أطلقها سابقاً، خاصة تلك المتعلقة بتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية. ويرى عدد من الفاعلين الجمعويين أن تنظيم مثل هذه الأنشطة الثقافية في عزّ معاناة المواطنين من التهميش، يُبرز خللاً واضحاً في ترتيب الأولويات داخل المقاطعة. كما شددوا على ضرورة فتح نقاش عمومي جاد يوازن بين أهمية الأنشطة الفنية ومتطلبات العيش الكريم، معتبرين أن “الكمان والطَعريجة” لا يمكن أن تُغطي على صرخات الاحتقان المتصاعدة من قلب الأحياء المنسية.
04/08/2025