kawalisrif@hotmail.com

بومرداس تتحول إلى منصة دعائية للبوليساريو وسط تجاهل النظام الجزائري لأزمات الداخل وتزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء

بومرداس تتحول إلى منصة دعائية للبوليساريو وسط تجاهل النظام الجزائري لأزمات الداخل وتزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء

في خطوة أثارت الكثير من الضحك على نظام عسكري فاشل ، احتضنت ولاية بومرداس الجزائرية مجددًا ما يُعرف بـ”الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو”، وهي تظاهرة دعائية وُصفت من قبل مراقبين بأنها “مجرد ستار دعاية لنظام مأزوم”، يصر على توجيه مقدرات الدولة الجزائرية لدعم مشروع انفصالي متآكل، بينما تواجه البلاد أزمات داخلية خانقة.

اللقاء الذي جرى بحضور عدد من عصابات الجبهة الانفصالية، شكّل، بحسب العديد من المحللين، دليلًا إضافيًا على أن النظام الجزائري لا يزال يوظف ورقة الصحراء المغربية في محاولة لصرف الأنظار عن واقع اقتصادي واجتماعي متردٍّ، في ظل معدلات بطالة مرتفعة، تدهور القدرة الشرائية، واحتقان شعبي متصاعد.

وفي كلمة مثيرة للجدل، شنّ ما يُسمى بـ”الوزير الأول” في الجمهورية المعلنة من طرف واحد، هجومًا حادًا على إسبانيا، متهمًا إياها بـ”التواطؤ مع المغرب”، قبل أن يوسع دائرة اتهاماته إلى فرنسا ودول الخليج، في خطاب وُصف بـ”المنفصل عن الواقع الدبلوماسي”، ويعكس تخبط الجبهة ومن يدعمها.

في مقابل هذا المشهد، تُسجّل المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء دعمًا دوليًا شبه كامل . فقد عبّرت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ، في عدة مناسبات، عن تأييدها لمبادرة الرباط، ووصفتها بـ”الجادة وذات المصداقية”، معتبرة إياها الأساس الواقعي لحل دائم للنزاع.

كما أعلنت إسبانيا، في تحول استراتيجي مهم، دعمها الصريح للمقترح المغربي، واعتبرته “الإطار الأكثر واقعية لحل هذا النزاع”، وهو الموقف الذي تبنته أيضًا ألمانيا وهولندا وبلجيكا، وبريطانيا والبرتغال ، إلى جانب دول إفريقية ودول العربية وآسيوية وأمريكو لاتينية ، فتحت قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، دعمًا لمغربية الصحراء.

ويرى محللون أن النظام الجزائري، بعد فقدانه التأثير في الملف على الساحة الدولية، بات يراهن على تحركات رمزية وملتقيات شكلية مثل “جامعة بومرداس”، في محاولة لإظهار استمرار الدعم للطرح الانفصالي، رغم التغيرات الجذرية في المواقف الدولية.

وفي ظل هذا الانحسار الدبلوماسي، تزداد عزلة الجزائر التي اختارت التصعيد وقطع العلاقات مع جارتها المغرب، بدل الانخراط في حل إقليمي شامل مبني على حسن الجوار والتكامل.

في نهاية المطاف، لم تُسفر تظاهرة بومرداس إلا عن مزيد من التساؤلات حول أولويات النظام الجزائري، الذي يُمعن في تسخير مقدرات الدولة لمعركة خاسرة، بينما يترك شعبه يواجه الأزمات المتراكمة دون حلول.

ويبدو أن الرسالة وصلت بوضوح: العالم يقتنع أكثر فأكثر بعدالة الموقف المغربي، بينما يواصل النظام الجزائري التمسك بمشروع يلفظه الواقع والجغرافيا والتاريخ معًا.

 

04/08/2025

Related Posts