رئيسة البرلمان الأنديني بأمريكا الجنوبية تجتمع بوفد برلماني مغربي برئاسة سلامة

في أولى خطواتها الرسمية على رأس البرلمان الأنديني، استقبلت الرئيسة الجديدة، سارة كوندوري، وفداً من مجلس المستشارين المغربي، في لقاء رفيع المستوى احتضنته العاصمة البيروفية ليما، بعد يومين فقط من انتخابها خلفًا لـغوستافو باتشيكو.

الوفد المغربي، الذي قاده النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين وممثله الدائم لدى البرلمان الأنديني، عبد القادر سلامة، ضم إلى جانبه كلاً من أمين المجلس، مصطفى مشارك، وممثل المجلس لدى برلمان أمريكا الوسطى، أحمد الخريف، ورئيس قسم العلاقات الخارجية، حسن أزرقان. وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لتجديد الالتزام المشترك بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المؤسستين البرلمانيتين.

وفي كلمته، أكد سلامة أن العلاقة بين المجلس المغربي والبرلمان الأنديني تجاوزت حدود التعاون البروتوكولي، لتترسخ كشراكة مبنية على الثقة والتفاهم، مشددًا على استعداد مجلس المستشارين لدعم المبادرات التي يطلقها برلمان الأنديز، خاصة في قضايا الحكامة الجهوية والتنمية المستدامة.

كما توقف المسؤول البرلماني المغربي عند التحول الذي تعرفه المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس، والذي جعل من المغرب نقطة ارتكاز جيوسياسي واقتصادي في إفريقيا، وشريكاً موثوقاً لدول أمريكا اللاتينية. وأشار إلى أن الانفتاح المغربي على فضاءات الجنوب لا يأتي من فراغ، بل يستند إلى رصيد تاريخي وثقافي ودبلوماسي متجذر.

من جهتها، عبرت سارة كوندوري، النائبة البرلمانية عن بوليفيا، عن إعجابها بالتجربة المغربية، معتبرة أن مشاركة المغرب بصفة عضو ملاحظ في البرلمان الأنديني منذ عام 2018، لم تكن شكلية، بل كانت فاعلة وملهمة، بفضل الحضور المستمر والمبادرات النوعية التي أطلقها الوفد المغربي.

وشددت كوندوري على أهمية التعاون بين المؤسستين في تعزيز حوار جنوب-جنوب، وتوسيع آفاق التعاون البرلماني نحو إفريقيا والعالم العربي، مشيدة بالدور الذي لعبه مجلس المستشارين في إطلاق المنتدى البرلماني جنوب-جنوب.

اللقاء لم يخلُ من لحظة وفاء، حيث خصص الوفد المغربي، بقيادة عبد القادر سلامة، تحية خاصة للرئيس السابق غوستافو باتشيكو، مشيدًا بمساهماته الملموسة في ترسيخ علاقات الصداقة بين المؤسستين، والتي توجت بزيارة الجمعية العامة للبرلمان الأنديني إلى المغرب، وتوقيع إعلان مشترك بمدينة العيون مع رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد.

وفي ختام مشاركته في أعمال الجمعية العامة، وكذا المؤتمر العالمي للقانون الجماعي، أقام وفد المجلس، بحضور سفير المملكة بالبيرو وبوليفيا، أمين الشودري، حفل استقبال حضرته شخصيات بارزة من دول الأنديز، بينها كوندوري، وباتشيكو، والرئيسة السابقة كريستينا رييس من الإكوادور، إلى جانب مسؤولين سياسيين واقتصاديين من البيرو.