kawalisrif@hotmail.com

تراجع قبضة البوليساريو في أمريكا اللاتينية أمام صعود الدبلوماسية الواقعية المغربية

تراجع قبضة البوليساريو في أمريكا اللاتينية أمام صعود الدبلوماسية الواقعية المغربية

رغم تقلّص رقعة الدعم التقليدي الذي كانت تحظى به جبهة البوليساريو في أمريكا اللاتينية، لا تزال الجبهة تراهن على ما تبقى من ولاءات حزبية يسارية تعود جذورها إلى تحالفات أيديولوجية ترسّخت إبان الحرب الباردة. هذه الرهانات، التي باتت تفتقر إلى الزخم، تستند إلى دعم رمزي تُوفره بعض التشكيلات الحزبية ذات الخطاب المناهض للاستعمار، والتي لا تزال تروّج لما يُسمّى “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، من خلال مشاركات شكلية في مؤتمرات ومنتديات قارية أو محلية.

غير أن هذا الحضور الحزبي المحدود يتآكل تدريجياً بفعل تحولات عميقة في المشهد السياسي الإقليمي. فوفق خبراء في العلاقات الدولية، نجح المغرب في إعادة رسم معادلات التأثير في أمريكا اللاتينية عبر دبلوماسية هادئة تتجاوز الاصطفاف الإيديولوجي، وتُراهن على التعاون والتنمية والشراكات المتعددة الأبعاد. وقد أثمرت هذه الاستراتيجية انسحابات متتالية لدول كالسلفادور، الأوروغواي، البيرو، وبنما من قائمة المعترفين بالكيان الوهمي، ما يعكس تغيّراً هيكلياً في عقيدة السياسة الخارجية لهذه الدول.

وفي خضم هذا التراجع، لم تعد الأحزاب اليسارية الراديكالية قادرة على ترجيح كفة الجبهة في المنتديات أو التأثير في قرارات الدول اللاتينية. ويرى مراقبون أن المرحلة المقبلة تستدعي من المغرب تعزيز حضوره الحزبي والمؤسساتي في هذه المنطقة، عبر شراكات استراتيجية مع الأحزاب المنفتحة، وتنشيط العمل الدبلوماسي الموازي، بما يشمل مراكز الأبحاث والمنتديات الفكرية، لتمتين سرديته القائمة على الشرعية القانونية، والرؤية التنموية الواقعية في أقاليمه الجنوبية.

04/08/2025

Related Posts