يشهد مستشفى ابن رشد الجامعي في الدار البيضاء، أحد أبرز المرافق الصحية في المغرب، موجة من الانتقادات المتزايدة نتيجة شكاوى المواطنين من سوء المعاملة والإهانة التي يتعرضون لها عند بوابة مصلحة المستعجلات من قبل حراس الأمن الخاص. حيث تحولت هذه العناصر، التي يفترض بها ضمان النظام وحماية المرضى، إلى ما يشبه “سلطة موازية” تمارس ضغوطاً وتعسفاً على المرضى ومرافقيهم، متحكمة في ولوجهم للخدمات الطبية وحتى في مواعيد الفحوصات، مما يثير استياء واسعاً من سلوكيات غير مهنية تفتقر إلى الحس الإنساني.
ويكشف عدد من المرتفقين، الذين تحدثوا لكواليس الريف، عن حالات ابتزاز وتهديد يمارسها حراس الأمن لتسهيل إجراءات الدخول أو الحصول على مواعيد أسرع، مما يهدد مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص داخل القطاع الصحي. وتبرز هذه التجاوزات في ظل غياب رقابة فعالة على شركات الأمن الخاصة، التي تعمل بعقود مع وزارة الصحة وإدارات المستشفيات، دون وجود آليات واضحة للتتبع والمساءلة، ما يترك الباب مفتوحاً لانتهاكات متكررة، وسط صمت وتجاهل من بعض المسؤولين.
ويطالب ناشطون حقوقيون ومواطنون السلطات الصحية بفتح تحقيق شفاف وعاجل حول هذه التجاوزات، وإعادة هيكلة مهام عناصر الأمن الخاص، لضمان احترام كرامة المرضى وحقوقهم داخل المؤسسات الطبية. كما يدعو عبد العزيز شاعق، الفاعل المدني بالدار البيضاء، إلى اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد للفوضى والتسيب في مستعجلات ابن رشد، خصوصاً مع اقتراب تنظيم أحداث رياضية دولية كبرى تستوجب رفع مستوى الخدمات الصحية، مؤكداً أن المستشفى يجب أن يكون ملاذاً للرعاية والاحترام، لا ساحة للإذلال والقمع.
05/08/2025
