kawalisrif@hotmail.com

المغرب يعزز موقعه كوسيط موثوق في الأزمة الليبية مع زيارة المبعوثة الأممية إلى الرباط

المغرب يعزز موقعه كوسيط موثوق في الأزمة الليبية مع زيارة المبعوثة الأممية إلى الرباط

في ظل انسداد آفاق الحل السياسي للأزمة الليبية وتزايد التوترات الميدانية، حطّت سيروا تيتيه، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، الرحال بالعاصمة الرباط، في زيارة تعكس الثقة المتزايدة في الدور المغربي كوسيط محايد وفعّال. تيتيه، التي تسعى لإعادة تحريك عجلة التسوية السياسية، عبّرت عن امتنانها لدور المملكة الريادي في دعم الحوار بين الفرقاء الليبيين، واعتبرتها شريكا أساسيا في الجهود الدولية لإنهاء الصراع المستمر.

زيارة تيتيه تندرج في إطار تحركاتها الدبلوماسية الهادفة إلى حشد الدعم الإقليمي قبيل تقديم إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي. غير أن مساعيها تصطدم بتشكيك متنامٍ داخل ليبيا في جدوى المقاربات الأممية، وسط تزايد التدخلات الخارجية وتفاقم الانقسامات المسلحة. ويؤكد سعد بن شرادة، عضو المجلس الأعلى للدولة، أن المغرب ظل طرفا إيجابيا مقارنة ببعض دول الجوار، مذكرا باستضافته للحوارات الليبية في محطات مفصلية. في المقابل، انتقد بن شرادة أداء عدد من المبعوثين الأمميين، معتبرا أنهم اكتفوا بإدارة الأزمة دون تقديم حلول ناجعة، نتيجة خضوعهم لضغوط توازنات المصالح الدولية.

بدوره، يرى المحلل السياسي إدريس أحميد أن زيارة تيتيه للمغرب تأتي للاستفادة من التجربة المغربية الغنية في مرافقة الحوار الليبي، والتي أثمرت اتفاقات مهمة كاتفاق الصخيرات ومشاورات بوزنيقة. لكنه يحمّل الأمم المتحدة مسؤولية الإخفاق في حل الأزمة، بسبب طرح حلول سطحية لا تعالج جوهر المشكل، وفي مقدمتها الانتشار الواسع للسلاح وتعدد الولاءات الخارجية. ويشدّد أحميد على أن الوضع في ليبيا لا يحتمل مزيدا من التجاهل الأممي لعمق الأزمة، وأن المغرب يظل بوابة أمل قد تُعيد رسم مسار الحل إن تم دعم مبادراته بجدية دولية.

05/08/2025

Related Posts