تصريحات جبهة البوليساريو تشعل جدلاً بالجزائر وتُحرج دبلوماسيتها

أثارت مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية في فعاليات الجامعة الصيفية التي احتضنتها ولاية بومرداس الجزائرية موجة غضب وانتقادات لاذعة من نشطاء وسياسيين معارضين، عقب تصريحات نارية صدرت عن أحد قادتها، وُصفت بالاستفزازية والمسيئة للمصالح العليا للجزائر. واعتبر المعارضون أن النظام الحاكم لم يعد قادراً على كبح جماح هذه الجبهة، التي باتت تُوجه اتهامات مباشرة لعدد من الدول الصديقة أو التي تسعى الجزائر لتطبيع العلاقات معها، في خطوة اعتُبرت خروجاً خطيراً عن أعراف الضيافة السياسية وضرباً للعلاقات الخارجية للجزائر في مقتل.

القيادي في الجبهة بشرايا حمودي بيون، الذي يشغل ما يُعرف بـ”رئيس وزراء جمهورية تندوف”، استغل هذا المنبر لتوجيه انتقادات حادة لدول تدعم مغربية الصحراء، بينها إسبانيا وفرنسا ودول الخليج، مشيراً إلى ما وصفه بـ”تحالفات خطيرة” تجمع المغرب بإسرائيل، وتحركات مغربية تهدف إلى استقطاب قنصليات أجنبية في مدن الصحراء. هذه التصريحات دفعت عدداً من الأصوات المعارضة إلى التساؤل حول مدى جدوى استمرار الجزائر في احتضان وتمويل تنظيم انفصالي لم يعد يراعي مصالحها، بل يورطها في مواجهات دبلوماسية مجانية.

وفي السياق ذاته، اعتبر محللون سياسيون، منهم رفيق بوهلال وشوقي بن زهرة، أن الجزائر باتت في موقع ضعيف تجاه جبهة لم تعد تخضع بالكامل لسيطرتها، بل تحولت إلى عبء سياسي واقتصادي. ولفتوا إلى أن تصريحات قادة البوليساريو قد تؤدي إلى تدهور علاقات الجزائر مع شركاء اقتصاديين واستراتيجيين، في مقدمتهم الإمارات وإسبانيا، مشددين على أن هذه الانزلاقات اللفظية تهدد بجرّ البلاد إلى عزلة إقليمية ودولية أعمق، وتؤكد فشل النظام في كبح جماح حلفائه، الذين ينشطون فوق أراضيه ويُثقلون كاهله بتكاليف سياسية ومالية باهظة منذ عقود.