أعلن تحالف “أوبك+”، الذي يضم ثماني دول كبرى في إنتاج وتصدير النفط بقيادة السعودية وروسيا، عن زيادة جديدة في إنتاجه بمقدار 547 ألف برميل يومياً خلال شتنبر 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحصة السوقية أمام منافسة شرسة من منتجين خارج التحالف، أبرزهم الولايات المتحدة. تأتي هذه الزيادة بعد أخرى سابقة في غشت، بلغت 548 ألف برميل، وتندرج ضمن استراتيجية مرنة للتحالف تجمع بين ضبط السوق وتثبيت الحضور التجاري وسط مناخ عالمي متقلب اقتصادياً وجيوسياسياً.
يرى خبراء اقتصاد الطاقة أن هذا القرار يعكس تحوّلاً في أولويات التحالف من التحكم في الأسعار إلى تأمين موقعه في السوق. إذ أوضح محمد جواد مالزي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاضي عياض، أن هذه الزيادة تأتي في ظرف يتسم بتباطؤ النمو في أوروبا وآسيا، مما قد يخلق فائضاً في العرض يضغط على الأسعار الفورية ويزيد من اتساع فجوة الأسعار بين العقود الفورية والمستقبلية. وأضاف أن أسواق النفط تظل حساسة جداً للتطورات السياسية الكبرى، مثل استمرار الحرب في أوكرانيا والتهديدات الأمريكية بفرض رسوم جديدة، ما يجعل من التوقعات السعرية سيناريوهات مفتوحة على جميع الاحتمالات.
بالنسبة للمغرب، المستورد البارز للنفط الخام ومشتقاته، فإن أي انخفاض في الأسعار العالمية قد يحمل في طياته مكاسب مالية كبيرة، من خلال تقليص الفاتورة الطاقية وتخفيف الضغط على الميزان التجاري. وفي هذا السياق، قال الخبير الطاقي سمير مصطفى لبراق، في تصريح لـ”كواليس الريف”، إن استمرار وفرة العرض قد يسهم في خفض أسعار المحروقات في السوق المحلية خلال الربع الأخير من العام، ما يمنح متنفساً مؤقتاً للاقتصاد الوطني. غير أنه نبّه إلى هشاشة هذا التوازن، بسبب العوامل السياسية والاقتصادية غير المتوقعة التي قد تقلب اتجاهات السوق رأساً على عقب.
05/08/2025