احتشد العشرات من المتظاهرين، صباح اليوم الثلاثاء، في محيط ميناء الدار البيضاء للتنديد باقتراب السفينة “ميرسك نورفولك” (Maersk Norfolk) من الرسو، وسط مطالبات بتفتيش صارم لحمولتها المشبوهة قبل توجهها إلى ميناء حيفا الإسرائيلي. وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية في سياق تصاعد الغضب الشعبي من ما يُعتقد أنه عبور متكرر لشحنات ذات طابع عسكري موجّهة إلى إسرائيل عبر الأراضي المغربية. وردد المحتجون شعارات قوية مثل: “هذا عيب هذا عار والسفينة وسط الدار” و”الشعب يريد ترحيل السفينة”، رافعين الأعلام الفلسطينية واللافتات المُنددة بسياسات التطبيع، من بينها: “لا موانئ للإبادة” و”Israel bombs, Maersk delivers, Morocco allows”.
وفي تصريحات لجريدة “كواليس الريف”، أكد إسماعيل الغزاوي، الناشط في حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، أن السفينة المعنية يُشتبه في حملها مكونات لطائرات F-35، وهي معدات حربية ستؤول في النهاية إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أن سفينة أخرى تدعى “ميرسك أتلانتا” كانت قد رست قبل يومين بميناء طنجة المتوسط، قادمة من ميناء هيوستن بالولايات المتحدة، رغم احتجاجات واعتصامات شهدتها المدينة. وأوضح أن معلومات مؤكدة بحوزة الحركة، تتضمن أرقام الحاويات وبوالص الشحن، توثّق الشبهة حول طبيعة الحمولة، مطالبًا السلطات المغربية بتفعيل صلاحيات التفتيش واتخاذ إجراءات حازمة تماشياً مع المواقف الرسمية المناهضة لتسليح الاحتلال.
الغزاوي شدد على رفض تحويل الموانئ المغربية إلى نقاط عبور لشحنات الإبادة، معتبراً أن استمرار غض الطرف عن هذه العمليات يُعدّ خرقاً صريحاً للاتفاقيات الدولية وتهديدًا لصورة المغرب كداعم للقضية الفلسطينية. كما استغرب ما وصفه بـ”الازدواجية في التعامل”، مشيرًا إلى حالات سابقة فُتشت فيها حاويات داخل الموانئ المغربية، كضبط شحنات مخدرات، متسائلًا عن سبب التراخي في هذا الملف الحساس. وختم بالقول إن المطلوب هو إرادة سياسية واضحة تنسجم مع توقيع المغرب على مطالبات أممية بحظر تصدير السلاح لإسرائيل، وتجنّب أي تواطؤ مباشر أو غير مباشر في انتهاك حقوق الفلسطينيين.
05/08/2025