تشهد أسواق السيارات المستعملة في المغرب خلال فصل الصيف موجة غلاء غير مسبوقة، دفعت العديد من المهنيين إلى دق ناقوس الخطر بشأن مستقبل القطاع. ويعزو تجار بمنطقة الرباط-سلا-القنيطرة هذا الارتفاع إلى السياسات الجديدة التي تنتهجها شركات السيارات، والتي عمدت، وفق قولهم، إلى رفع أسعار المركبات الجديدة، ما انعكس سلبًا على حركة البيع والشراء في الأسواق المستعملة.
في هذا السياق، صرح أحمد بنعبد الله، تاجر سيارات مستعملة بالجهة، أن الوضع الحالي يهدد استقرار سوق السيارات المستعملة، موضحًا أن شركات السيارات لا تكتفي فقط برفع الأسعار، بل تحاول السيطرة على السوق عبر عروض مغرية وخاصيات إضافية في السيارات القديمة. وأكد أن هذا التوجه دفع بالتجار التقليديين إلى زيادة أسعارهم، رغم تراجع الطلب وانتقال فئة كبيرة من الزبائن نحو الشركات.
من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي عمر الكتاني أن ما يحدث يعكس بجلاء أزمة احتكار خانقة، تمارسها شركات تتحكم بكل مراحل سلسلة الإنتاج والتوزيع. وأضاف أن هذا التحكم يُفرغ السوق من التنافسية ويقصي المستهلك من أبسط حقوقه في الاختيار، في ظل غياب تام لسياسات تنظيمية فاعلة. وأشار الكتاني إلى أن السيارة، التي كانت في السابق وسيلة نقل، أضحت اليوم رمزًا صارخًا لتفاوت الطبقات الاجتماعية بالمغرب، حيث أصبح امتلاكها يعكس مدى القدرة الشرائية والانتماء الطبقي للمواطن.
05/08/2025