شهد موقع قصبة تازاكورت التاريخي بمدينة زاكورة انطلاق مهمة ميدانية أثرية، في خطوة تعكس التزاماً جماعياً بإعادة الاعتبار لهذا المعلم البارز. هذه المبادرة جمعت جهود عمالة إقليم زاكورة، والمجلس الإقليمي، والجماعة الترابية، إلى جانب المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، حيث أشرف على أعمال الحفر والتنقيب الباحثان في الآثار الإسلامية مبروك وأحمد أوموس. وقد ركزت الأشغال على تنظيف وإبراز البقايا الأثرية التي كانت قد ظهرت في حملات سابقة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.
وتأتي هذه المهمة استجابة لتوصيات اليوم الدراسي المنظم في فبراير 2025 من طرف المجلس الإقليمي تحت عنوان “الحالة الراهنة للمعرفة بالتراث الطبيعي والثقافي لإقليم زاكورة وآفاق البحث والتثمين”. وتسعى المبادرة إلى ترسيخ ثقافة العناية بالتراث، من خلال استثمار الذاكرة التاريخية للإقليم وجعلها دعامة قوية للتنمية المجالية والسياحة الثقافية المستدامة. وقد وصفت المصالح التقنية للمجلس هذه المبادرة بـ”النوعية”، لكونها تشكل نقطة تحول في استراتيجية المحافظة على التراث المحلي.
ويُرتقب أن تشكل هذه المهمة العلمية بداية لسلسلة من المبادرات المماثلة الهادفة إلى إعادة الاعتبار لمواقع تاريخية أخرى في الإقليم، وتثمينها ضمن رؤية شمولية للتنمية المحلية. كما تؤكد السلطات الإقليمية عزمها على مواصلة الاستثمار في التراث الثقافي، من خلال إطلاق مشاريع بحث وصيانة تُعزز مكانة زاكورة كوجهة تراثية بارزة في الجنوب المغربي.
05/08/2025