في وقت يتصاعد فيه الجدل حول المحتوى الرقمي وجودته داخل الفضاءات الاجتماعية، فجّرت منصة “تيك توك” مفاجأة بأرقام صادمة عن حجم تدخلاتها في ضبط المحتوى خلال الربع الأول من عام 2025، خاصة في دول عربية من بينها المغرب.
التقرير العالمي للمنصة، الصادر اليوم الإثنين، كشف عن حذف أكثر من 16.5 مليون فيديو و849 ألف مضيف بث مباشر في خمس دول عربية، وهي: المغرب، مصر، العراق، لبنان، والإمارات. أما البثوث المباشرة، فتم إيقاف أكثر من 1.5 مليون منها بشكل استباقي.
وفي ما يخص المغرب وحده، أزالت “تيك توك” ما يفوق مليون و40 ألف فيديو خالف قواعد الاستخدام، 98.9% منها تم حذفها قبل أن يبلّغ عنها المستخدمون، ما يعكس رقابة صارمة وآليات مراقبة دقيقة، تعتمد على خوارزميات ذكية مدعومة بتدقيق بشري.
ولم تقتصر حملة التنظيف الرقمية على الفيديوهات القصيرة، بل شملت أيضاً البثوث المباشرة، إذ تم تعطيل أكثر من 77 ألف بث مباشر داخل المغرب، إلى جانب حظر 44 ألف مضيف، بسبب محتوى اعتُبر مسيئاً أو محفوفاً بالتحريض أو خادشاً للحياء.
المثير في التقرير هو سرعة التفاعل: أكثر من 92% من الفيديوهات المحذوفة أُزيلت في أقل من 24 ساعة، في خطوة تراها “تيك توك” دليلاً على التزامها بتوفير تجربة رقمية آمنة ومجتمع رقمي أكثر مسؤولية.
هذه الأرقام تعيد إلى الواجهة النقاش المحتدم حول الدور الأخلاقي للمنصات الرقمية، وحدود حرية التعبير في بيئة افتراضية تتقاطع فيها القيم، وتتضاعف فيها التحديات.
05/08/2025
