في تحول استراتيجي لافت، صادقت الولايات المتحدة على إنشاء قيادة عسكرية مستقلة مخصصة للقارة الإفريقية، ستحمل اسم “أفريكوم”، بعدما منح مجلس الشيوخ الضوء الأخضر لتعيين قائد جديد لها، ما يعني فصلها الكامل عن القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا. هذه الخطوة ليست مجرد إعادة توزيع للصلاحيات، بل تعكس توجهاً جديداً تعتبر فيه واشنطن أن القارة الإفريقية أصبحت ذات أولوية أمنية وجيوسياسية قائمة بذاتها.
ويأتي هذا القرار في سياق دولي يشهد توتراً متصاعداً، خصوصاً في منطقة الساحل والصحراء، حيث تنشط جماعات مسلحة عابرة للحدود، إلى جانب تنامي المنافسة بين القوى الكبرى على النفوذ في القارة، لا سيما من قبل روسيا والصين. هذا الواقع دفع صناع القرار الأمريكي إلى مراجعة استراتيجيتهم الدفاعية في إفريقيا، بتوسيع صلاحيات القيادة الجديدة ومنحها هامشاً أكبر للتحرك السريع والفعال على الأرض.
وفي خضم هذا التحول، يبرز المغرب كخيار محتمل لاستضافة المقر الدائم لـ“أفريكوم”، بالنظر إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي الرابط بين أوروبا وإفريقيا، وتحالفه العسكري المتين مع واشنطن، بالإضافة إلى احتضانه السنوي لمناورات “الأسد الإفريقي” التي تُعد الأضخم من نوعها في القارة. هذه المعطيات تجعل من المملكة شريكاً مفضلاً في الرؤية الأمريكية الجديدة لتعزيز الحضور العسكري في إفريقيا.
06/08/2025