أثارت الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها إدارة نادي الاتحاد الرياضي أمل تيزنيت، بتغيير الهوية البصرية للفريق، موجة من الجدل الواسع في أوساط مشجعي النادي، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. هذا التغيير الذي تزامن مع صعود الفريق التاريخي إلى القسم الثاني من البطولة الاحترافية، بعد غياب دام 37 سنة في الأقسام السفلى، مسَّ تحديدًا شعار الفريق الذي كان يحمل تصميم “تازرزيت” رمزًا لمدينة تيزنيت باعتبارها عاصمة الفضة. الشعار الجديد، الذي رُوّج له برسالة عنوانها “نفس الروح، طموحات أكبر”، قدمته الإدارة على أنه رؤية مستقبلية تنطلق من تراث المدينة صوب آفاق احترافية واعدة.
لكن هذه الخطوة قوبلت بسخط عارم من جماهير الفريق، التي اعتبرت التغيير تجاهلًا متعمدًا لهوية المدينة الثقافية والتاريخية. فصيل “الريزينغ” المساند للنادي عبّر عن استيائه في بيان شديد اللهجة، رافضًا ما وصفه بطمس الهوية الأمازيغية تحت ذريعة التحديث البصري. البيان حمّل المسؤولية للمكتب السابق والمسيرين الحاليين لشركة النادي، معتبرًا أن اتخاذ قرار بهذا الحجم دون إشراك القاعدة الجماهيرية يُعد استخفافًا بعلاقة الجمهور بناديه. كما لوّح الفصيل باتخاذ خطوات تصعيدية تشمل مقاطعة المباريات والمنتجات الرسمية للفريق وحتى منتجات الشركة المشرفة على التغيير.
من جهته، اعتبر الصحافي الرياضي الطاهر أقديم، في تصريح لجريدة “كواليس الريف”، أن تغيير شعار الفريق يمكن تقبله إذا جاء في إطار التجديد والتطوير، شريطة ألا يتنكر لهوية النادي وتاريخه العريق. وأوضح أن الشعار القديم لم يكن مجرد رسم، بل كان يحمل بعدًا رمزيًا وثقافيًا عميقًا، يجسد انتماءً جماعيًا وذاكرة رياضية مشتركة. وأكد على أهمية التوازن في التغيير، مقترحًا تحديثًا طفيفًا للشعار بدل تغييره كليًا، حفاظًا على صلة الجمهور بماضيه، داعيًا في الوقت نفسه إلى إشراك الجماهير في القرارات المصيرية التي تمس كيان الفريق ووجدانه.
06/08/2025