kawalisrif@hotmail.com

إسبانيا على مفترق طرق.. قرار محلي يُشعل جدل الحريات الدينية

إسبانيا على مفترق طرق.. قرار محلي يُشعل جدل الحريات الدينية

صادقت بلدية خوميا الواقعة في منطقة مورسيا الإسبانية، على قرار يقضي بمنع إقامة احتفالات عيد الفطر وعيد الأضحى في الأماكن والمرافق العامة، في خطوة وُصفت بغير المسبوقة، وتُعدّ تقويضاً مباشرًا للحق في ممارسة الشعائر الدينية. ويأتي القرار عقب مقترح تقدم به حزب “فوكس” اليميني المتطرف، طالب فيه بحظر الصلوات الجماعية التي ينظمها نحو 1500 مسلم من سكان البلدة، واعتبرها “ممارسات دخيلة على هوية المدينة”.

وقد تبنّى حزب الشعب، الذي يدير البلدية بتحالف مع فوكس، تعديلًا قانونيًا يحظر أي نشاط غير رياضي داخل المنشآت العامة ما لم يكن منظماً من طرف السلطات البلدية، وهو ما اعتُبر محاولة للالتفاف على المظاهر الدينية للمسلمين، دون المساس بالأنشطة الدينية أو الثقافية لمجتمعات أخرى. الخطوة أثارت موجة تنديد واسعة داخل الأوساط السياسية والدينية والحقوقية في إسبانيا.

وفي تصريح لصحيفة “إلباييس”، وصف منير بنجلون الأندلسي، رئيس الاتحاد الإسباني للهيئات الإسلامية، القرار بأنه تمييزي وإسلاموفوبي، محذرًا من الانزلاق نحو موجة غير مسبوقة من الإقصاء الديني. بدورها، اعتبرت خوانا غوارديولا، العمدة السابقة للبلدية والقيادية بالحزب الاشتراكي، أن حزب الشعب قام بـ”تلميع” أجندة فوكس المتطرفة، مشككة في مفهوم “الهوية” الذي يتم استخدامه لتبرير الإقصاء. من جانبه، لفت الصحفي المتخصص في شؤون الجالية المسلمة، باولينو روس، إلى أن هذه الصلوات ظلت تُقام لسنوات في أجواء سلمية ومتزامنة مع احتفالات أسبوع الآلام دون تسجيل أي حادث، متسائلًا عن جدوى القرار الذي يستهدف فعلاً روحانياً وسلمياً بامتياز.

06/08/2025

Related Posts