مع بداية العطلة الصيفية، يجد الأطفال أنفسهم أمام مساحات واسعة من الفراغ، ما يدفع الكثيرين منهم إلى قضاء ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية والتلفاز. ورغم ما يبدو من هدوء وسكون، فإن المختصين في طب الأطفال يقرعون ناقوس الخطر، محذرين من الانعكاسات النفسية والاجتماعية والسلوكية لهذا الانغماس الرقمي، خصوصا بالنسبة للأطفال دون سن الثالثة، الذين لا تزال أدمغتهم في طور التكوين.
في هذا السياق، نبّه الدكتور مولاي سعيد عفيف إلى أن التعرض المبكر والمفرط للشاشات يولد أنماطاً سلوكية غير مألوفة تشبه في مظاهرها اضطرابات التوحد، حيث يصبح الطفل منطوياً وقليل التفاعل. وأضاف أن هذه الأجهزة قضت على فرص الحوار داخل الأسرة، خاصة خلال أوقات الوجبات، ما ساهم في تفكك الروابط العائلية وتراجع النمو الاجتماعي للأطفال. ودعا إلى ضرورة سن قوانين صارمة تمنع وصول القاصرين إلى بعض التطبيقات الخطيرة، على غرار الخطوات التي اتخذتها دول مثل أستراليا.
بدوره، شدد الدكتور عبد الإله مدني على أن الآباء هم الحلقة الأولى في هذه المسؤولية، باعتبارهم من يقرر ما إذا كان الطفل سيتعرض لهذه الوسائط وكم من الوقت. وشبّه الاستخدام المفرط للأجهزة بـ”الإدمان”، مؤكدا أن ضوء الشاشات الأزرق يؤثر على العين والدماغ، وأن بعض الأطفال باتوا يكررون مفردات غير مفهومة ناتجة عن محتوى غير ملائم. ودعا إلى ضرورة المراقبة الأسرية وتوجيه استخدام التكنولوجيا نحو التعلّم والترفيه الآمن، معتبراً أنها سلاح ذو حدّين يتطلب وعياً وتربية صارمة.
06/08/2025
