kawalisrif@hotmail.com

بالفيديو :   مليلية … مدينة ممزّقة عرقيًا وساكنتها الأصلية محرومة من العدالة الاجتماعية

بالفيديو : مليلية … مدينة ممزّقة عرقيًا وساكنتها الأصلية محرومة من العدالة الاجتماعية

زعيم حركة جديدة يحذّر : “التمييز ضد السكان المغاربة تاريخي وعميق”

في حديث صادم، صوّر محمد بوزيان، أحد أبرز الوجوه وراء حركة “مليلية الجديدة” المرتقب انطلاقها رسميًا في شتنبر المقبل، مدينة مليلية المحتلة كـ”فضاء مقسّم عرقيًا”، يعاني من انقسام اجتماعي حاد وظلم بنيوي ممنهج يستهدف فئة واحدة من السكان “المغاربة الأصليين” .

في مقطع فيديو بثّته وسائل إعلام محلية، تحدّث بوزيان – شقيق النائب السابق عن حزب “التحالف من أجل مليلية” رشيد بوزيان – عن واقع مأزوم يتمثل في وجود “مدينتين داخل مدينة واحدة”: إحداهما تنعم بالرخاء والامتيازات، وأخرى ترزح تحت نير الفقر والتهميش، في صورة قاتمة “تغتال كل أمل في التعايش، وتقوّض فكرة المدينة الواحدة”.

وأكد أن هذا التفاوت الاجتماعي لا يمكن رده فقط إلى اعتبارات اقتصادية، بل هو تمظهر لتمييز عرقي مُمأسس ومتجذر، تديره السياسات العمومية بعقلية استعمارية قديمة. فالسكان المغاربة، الذين يُوصَفون رسميًا بـ”المسلمين”، يُجرَّدون عمدًا من هويتهم التاريخية والسياسية، خصوصًا أولئك من أصول أمازيغية (إمازيغن)، وهم السكان الأصليون للثغر.

وأضاف بوزيان أن مؤشرات الفشل – من بطالة، وفشل مدرسي، ونقص في الخدمات – تتراكم بشكل حصري تقريبًا في صفوف المغاربة، بينما تستأثر أقلية محظوظة بـ”ريع سياسي وإداري” محمي بعناية.

كما وجه انتقادات لاذعة إلى سلطات الاحتلال المحلي (إمبروضا)، وإلى “مندوبة الحكومة” صابرينا موح، المنتمية للحزب الاشتراكي الإسباني (PSOE)، والتي، رغم أصولها المغربية (آيت بويحي)، “اختارت الانخراط في منظومة التمييز، متنكرة لهويتها وانتمائها”. وختم بلهجة صارخة: “ما يحدث في مليلية ليس خللًا في التسيير، بل جريمة سياسية ممنهجة”.

في ظل هذا الغليان الاجتماعي والسياسي، يتساءل كثيرون:
هل تُجسد “مليلية الجديدة” نواة انتفاضة سياسية متأخرة للمغاربة داخل المدينة المحتلة ؟

وهل تمثل صحوة جديدة بعد فشل حزب “التحالف من أجل مليلية”، الذي أسسه مصطفى أبرشان، وصعود الحركة المناهضة “نحن مليلية” بقيادة عبد الكريم أزماني، أحد أبرز الأصوات المعارضة المدافعة عن مصالح الساكنة المهمشة ؟

هذا الحراك يعيد إلى الأذهان انتفاضة الثمانينات، حين خرج السكان في احتجاجات عارمة بعد حرمانهم من وثائق الهوية، وما ترتب عن ذلك من تهميش جماعي. ذكرى لا تزال تزعج النخب المتشبثة بالسلطة، التي ترتعد من أي وعي جماعي يعيد التاريخ إلى الواجهة.

بوزيان شدد على أن “مليلية الجديدة” ليست حزبًا سياسيًا بالمعنى التقليدي، بل هي حركة تحررية مجتمعية تسعى إلى تقويض الأسس العميقة للنظام الجائر الذي يحكم المدينة منذ عقود.

وأكد أن مفهوم “العيش المشترك” لم يعد يُقاس بشعارات انتخابية جوفاء، بل يجب أن ينبني على الاعتراف بالحقائق المُرّة، وتكريم ذاكرة السكان الأصليين، واحترام كرامتهم، ووقف مسلسل الإهانات اليومية الذي تغذيه سرديات استعمارية بالية.

بينما يُهاجر خيرة شباب مليلية إلى ألمانيا، هولندا، بلجيكا ودول الشمال الأوروبي، بحثًا عن كرامة مفقودة، تواصل سلطات الاحتلال توزيع الريع السياسي داخل الصالونات المغلقة.

أما المغاربة، أو “المورو” كما يُنعتون قدحيًا، فلا نصيب لهم سوى الفتات… بالكاد ما يسدّ الرمق.

مدينة “الروسادير”، الاسم الفينيقي القديم للثغر، والتي سالت الدماء من أجلها خلال “حرب سيدي ورياش” الأسطورية – حين قُسّمت البركة بين فرخانة ومليلية – لا تزال ترزح تحت نظام كولونيالي مفضوح .

06/08/2025

Related Posts