kawalisrif@hotmail.com

تكرار حالات الوفاة نتيجة لدغات العقارب والأفاعي يعكس هشاشة المنظومة الصحية في القرى المغربية

تكرار حالات الوفاة نتيجة لدغات العقارب والأفاعي يعكس هشاشة المنظومة الصحية في القرى المغربية

شهدت جماعة سبت الكردان بإقليم تارودانت مأساة جديدة بوفاة الطفل محمد الحافيضي جراء لسعة عقرب سامّة، مما أعاد إلى الواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه المنظومة الصحية في القرى والمناطق النائية. فقد تكبدت الأسرة صدمة كبيرة بعد ظهور أعراض اللدغة على جسد الطفل، ونقله بسرعة إلى أقرب مركز صحي، لكن غياب المصل المضاد والضعف العام في التجهيزات الطبية حالا دون إنقاذ حياته، ما يسلط الضوء مجددا على الحاجة الملحة لتعزيز خدمات الإسعاف والرعاية الصحية في المناطق المعزولة.

وتأتي هذه الحادثة في ظل واقعة مشابهة شهدتها جماعة إكيدي، حيث فقد طفل آخر حياته إثر لدغة أفعى سامة، مما يبرز ضعف الاستجابة الطارئة في القرى ونقص التجهيزات الحيوية مثل الأمصال، وتأخر وصول سيارات الإسعاف. وأكدت مصادر من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن معظم الوفيات المرتبطة بلدغات الزواحف تعود إلى تأخر نقل المرضى إلى المستشفيات الإقليمية المجهزة، في حين تفتقر المراكز الصحية القروية إلى الأمصال نظراً لحساسيتها وتكاليفها العالية ومتطلبات تخزينها الصارمة، فضلاً عن عدم وجود مصل فعال ضد لسعات العقارب، حيث تعتمد العلاجات على أدوية مضادة للالتهابات والحمى متوفرة بالمراكز الصحية.

في ظل هذه الأوضاع، تكرر مطالبات فعاليات مدنية وحقوقية إلى وزارة الصحة بضرورة توفير الأمصال في المراكز الجهوية والإقليمية، وتدريب الفرق الطبية على التعامل مع هذه الحالات، إلى جانب تنظيم حملات توعية للسكان حول الوقاية والإسعافات الأولية. وأثار النائب البرلماني خالد الشناق قضية تفشي لدغات الزواحف في سؤال كتابي إلى وزير الصحة، مطالبا باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه المخاطر. وتأتي هذه المطالب في وقت تعاني فيه العديد من الجماعات القروية من بعد المراكز الصحية وقلة سيارات الإسعاف، في ظل ارتفاع خطر الزواحف السامة خلال فصل الصيف، مما يستدعي تدخلًا سريعًا لضمان حق السكان، وخاصة الأطفال، في حياة صحية آمنة.

06/08/2025

Related Posts