تواصل المؤشرات الرسمية الصادرة عن مديرية هندسة المياه بوزارة التجهيز والماء عكس وضع مائي مقلق بالمغرب، حيث تسجل مستويات السدود تراجعًا ملحوظًا منذ شهري يونيو ويوليوز الماضيين، ما يُنذر بإمكانية عودة سيناريو “الإجهاد المائي” مع اقتراب احتياطيات بعض الأحواض من عتبة الخطر. وقد بلغ الحجم الإجمالي للمياه المختزنة حتى اليوم الأربعاء حوالي 5.898,04 مليون متر مكعب، مقارنة بـ5.931,66 مليون متر مكعب يوم الأحد الماضي، من أصل سعة إجمالية تبلغ 16.762,51 مليون متر مكعب.
وتُظهر المعطيات تحسنًا نسبيًا مقارنة بنفس التاريخ من السنة الماضية، إذ بلغت نسبة الملء الحالية 35,19 في المائة مقابل 28,42 في المائة قبل عام، أي بزيادة قدرها 6,77 نقطة مئوية. غير أن هذا التحسن لا يُخفي هشاشة المنظومة المائية، خاصة في ظل الضغط المتزايد على الموارد بفعل الطلب المرتفع على مياه الشرب والري، في وقت لا تزال فيه معظم السدود الواقعة في الشمال تستفيد جزئيًا من التساقطات الربيعية الأخيرة، مقابل وضع مقلق في بعض الأحواض الأخرى.
ويُسجل حوض أم الربيع أكبر مظاهر القلق، حيث لا تتجاوز نسبة ملء سد “المسيرة” 4 في المائة فقط، في حين لا يتعدى ملء سد “بين الويدان” 16 في المائة، ما يجعل الوضع في هذه المناطق بالغ الحساسية. وعلى النقيض، تواصل بعض الأحواض الأخرى تسجيل نسب ملء أكثر راحة، مثل حوض أبي رقراق الذي يحتفظ بنسبة 63 في المائة، متبوعًا بحوض اللوكوس بـ53,76 في المائة، ثم زيز كير غريس بـ50,45 في المائة، في حين استقر حوض تانسيفت عند 44 في المائة. هذا التفاوت في نسب الملء مرشح للتفاقم مع اشتداد موجات الحرارة خلال فترة “الصمايم” التي تعرف درجات حرارة مرتفعة قد تصل إلى 45 درجة مئوية، خاصة في المناطق الداخلية والجنوبية.
06/08/2025