احتضن مقر المؤسسة الوطنية للمتاحف بالعاصمة الرباط اجتماعًا رسميًا جمع مسؤولين مغاربة بناظم صمدوف، سفير جمهورية أذربيجان المعتمد لدى المملكة، تم خلاله استعراض سبل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، لا سيما في مجال ترميم السجاد والمنسوجات التقليدية، باعتبارها رموزًا عريقة للهوية والحرف التراثية الأصيلة. اللقاء شكّل فرصة لإبراز الأهمية الرمزية لهذه الحرف في بناء جسور التواصل بين الشعوب، وفتح نقاشًا معمقًا حول سبل نقل هذه المهارات للأجيال القادمة.
وتوّج الاجتماع بالاتفاق على تنظيم سلسلة من المعارض الفنية المتخصصة داخل المغرب، تتيح للزوار اكتشاف تنوع الفن الأذربيجاني وتراثه الزخرفي الغني. وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية أوسع تروم إغناء المشهد الثقافي الوطني وتوسيع آفاق التبادل الثقافي جنوب–جنوب، من خلال الانفتاح على نماذج ثقافية من آسيا الوسطى والفضاء الأوراسي. كما يعكس هذا التوجه حرص الطرفين على ترسيخ جسور دائمة للتعاون تقوم على الاحتفاء بالموروث الإنساني المشترك.
ويأتي هذا الزخم الجديد امتدادًا للقاءات سابقة، من بينها اللقاء الذي جمع وزير الثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد ونظيره الأذربيجاني عادل كريمللي في مركز “موغام” الدولي بالعاصمة باكو خلال شهر ماي 2025. كما شهد هذا الشهر محطات تعاون بارزة، من ضمنها مشاركة الأميرة لالة حسناء كضيفة شرف في مهرجان السجاد الدولي بمدينة إتْشيريشهير، قبل أن تشرف على افتتاح معرض رقمي فني حول “فن سجاد الرباط”، نُظم بتعاون مغربي–أذربيجاني مشترك. وقد أبرز هذا الحدث الإبداعي مكانة المرأة الحرفية ودورها في صون التراث، جامعًا بين فنون الماضي وأدوات الحاضر التكنولوجية.
06/08/2025
